وقوله : { مُّهْطِعِينَ إِلَى الداع } أى : مسرعين نحوه ، وقد مدوا أعناقهم إلى الإمام ، مأخوذ من الإهطاع ، وهو الإسراع فى المشى مع مد العنق إلى الإمام . يقال : أهطع فلان فى جريه ، إذا أسرع فيه من الخوف ، فهو مهطع .
{ يَقُولُ الكافرون } وقد رأوا من أهوال يوم القيامة ما يدهشهم : { هذا يَوْمٌ عَسِرٌ } أى : يقولون هذا يوم صعب شديد ، بسبب ما يعانون من أهواله ويتوقعون فيه من سوء العاقبة .
والمتأمل فى هذه الآيات الكريمة ، يراها قد وصفت أحوال الكافرين فى هذا اليوم ، وصفا تقشعر من هوله الأبدان . . . فهم أذلاء ضعفاء ينظرون إلى ما يحيط بهم نظرة الخائف المفتضح ، وهم فى حالة خروجهم من قبورهم كأنهم الجراد المنتشر ، فى الكثرة والتموج والاضطراب ، وهم يسرعون نحو الداعى بذعر دون أن يلووا على شىء ، ودون أن يكون فى إمكانهم المخالفة أو التأخر عن دعوته .
ثم هم بعد ذلك يقولون على سبيل التحسر والتفجع : هذا يوم شديد الصعوبة والعسر .
وقوله ( مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ ) يقول : مسرعين بنظرهم قِبَلَ داعيهم إلى ذلك الموقف . وقد بيَّنا معنى الإهطاع بشواهده المغنية عن الإعادة ، ونذكر بعض ما لم نذكره فيما مضى من الرواية .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا جرير ، عن مغيرة ، عن عثمان بن يسار ، عن تميم بن حَذْلم قوله : ( مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ ) قال : هو التحميج .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا سفيان ، عن سفيان ، عن أبيه ، عن أبي الضحى ( مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ ) قال : التحميج .
قال : ثنا مهران ، عن سفيان ( مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ ) قال : هكذا أبصارهم شاخصة إلى السماء .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله ( مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ ) : أي عامدين إلى الداعي .
حدثني عليّ ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثنا معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله ( مُهْطِعِينَ ) يقول : ناظرين .
وقوله ( يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ ) يقول تعالى ذكره : يقول الكافرون بالله يوم يدع الداعي إلى شيء نكُر : هذا يوم عسر . وإنما وصفوه بالعسر لشدة أهواله وبَلْباله .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.