فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{مُّهۡطِعِينَ إِلَى ٱلدَّاعِۖ يَقُولُ ٱلۡكَٰفِرُونَ هَٰذَا يَوۡمٌ عَسِرٞ} (8)

{ مُّهْطِعِينَ إِلَى الدّاع } الإهطاع : الإسراع : أي قال كونهم مسرعين إلى الداعي ، وهو إسرافيل ، ومنه قول الشاعر :

بِدجْلةَ دَارهُم ولقد أرَاهُمْ *** بِدجْلَةََ مُهْطِْعين إلى السَّماعِ

أي مسرعين إليه ، وقال الضحاك : مقبلين . وقال قتادة : عامدين . وقال عكرمة : فاتحين آذانهم إلى الصوت ، والأوّل أولى ، وبه قال أبو عبيدة وغيره ، وجملة : { يَقُولُ الكافرون هذا يَوْمٌ عَسِرٌ } في محل نصب على الحال من ضمير { مهطعين } ، والرابط مقدر أو مستأنفة جواب سؤال مقدّر ، كأنه قيل : فماذا يكون حينئذ . والعسر : الصعب الشديد ، وفي إسناد هذا القول إلى الكفار دليل على أن اليوم ليس بشديد على المؤمنين .

/خ17