فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{مُّهۡطِعِينَ إِلَى ٱلدَّاعِۖ يَقُولُ ٱلۡكَٰفِرُونَ هَٰذَا يَوۡمٌ عَسِرٞ} (8)

{ فتول عنهم يوم يدع الداع إلى شيء نكر( 6 )خشعا أبصارهم يخرجون من الأجداث كأنهم جراد منتشر( 7 )مهطعين إلى الداع يقول الكافرون هذا يوم عسر( 8 )* }

فأعرض عنهم فلن تقبل فيهم شفاعة يوم ينادي المنادي إلى شيء عظيم تنكره النفوس لشدة هوله وعدم عهدها بمثله ، حالة يخرجون من القبور أذلة يموج بعضهم في بعض كثرة وحيرة ، مادّي أعناقهم مسرعين ؛ يقر الكفار بثقل البلاء وعظم الداهية الطامة في ذلك اليوم .

[ { فتول عنهم } لعلمك أن الإنذار لا يفيد فيهم ، ولا يظهر الحق لهم إلى يوم البعث والنشور ]{[5929]} .

[ والداعي : إسرافيل عليه السلام ، وقيل : جبرائيل عليه السلام ، وقيل ، ملك غيرهما موكل بذلك ، وجوز أن يكون الدعاء للإعادة في ذلك اليوم كالأمر في( . . كن فيكون ) على القول بأنه تمثيل ، فالداعي حينئذ هو الله عز وجل . . وفي إسناده القول المذكور إلى الكفار تلويح بأنه على المؤمنين ليس كذلك . ]{[5930]} .


[5929]:مما نقل النيسابوري.
[5930]:مما أورد الألوسي.