المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{ثُمَّ أَتۡبَعَ سَبَبًا} (89)

89- ثم سار ذو القرنين كذلك ، مستعيناً بتوفيق الله ، واتبع سبباً للوصول إلى مطلع الشمس مشرقا .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{ثُمَّ أَتۡبَعَ سَبَبًا} (89)

يقول : ثم سلك طريقًا فسار من مغرب الشمس إلى مطلعها{[18469]} ، وكان كلما مرّ بأمة قهرهم وغلبهم ودعاهم إلى الله عز وجل ، فإن أطاعوه وإلا أذلهم وأرغم آنافهم ، واستباح أموالهم ، وأمتعتهم واستخدم من كل أمة ما يستعين به مع جيوشه على أهل{[18470]} الإقليم المتاخم لهم . وذكر في أخبار بني إسرائيل أنه عاش ألفا وستمائة سنة يجوب{[18471]} الأرض طولها والعرض{[18472]} حتى بلغ المشارق والمغارب .


[18469]:في ت: "من مطلع الشمس إلى مغربها".
[18470]:في أ: "قتال".
[18471]:في ف، أ: "يخرب".
[18472]:في ف، أ: "طولها وعرضها".
 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{ثُمَّ أَتۡبَعَ سَبَبًا} (89)

وقوله { ثم أتبع سبباً } المعنى : ثم سلك ذو القرنين الطرق المؤدية إلى مقصده ، فيجيء سبب الوصول ، وكان ذو القرنين ، على ما وقع في كتب التواريخ يدوس الأرض بالجيوش الثقال ، والسيرة الحميدة ، والإعداد الموفي ، والحزم المستيقظ المتقد ، والتأييد المتواصل ، وتقوى الله عز وجل ، فما لقي أمة ولا مر بمدينة إلا دانت له ، ودخلت في طاعته ، وكل من عارضه أو توقف عن أمره جعله عظة وآية لغيره ، وله في هذا المعنى أخبار كثيرة وغرائب . وكرهت التطويل بها لأنها علم تاريخ .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{ثُمَّ أَتۡبَعَ سَبَبًا} (89)

تقدم خلاف القراء في { فَأتْبَعَ سَبَباً } فهو كذلك هنا .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{ثُمَّ أَتۡبَعَ سَبَبًا} (89)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره: ثم سار وسلك ذو القرنين طرقا ومنازل... عن قتادة "ثُمّ أتْبَعَ سَبَبا": منازل الأرض ومعالمها.

"حتى إذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشّمْسِ وَجَدَها تَطْلُعُ على قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونها سِتْرا": يقول تعالى ذكره: ووجد ذو القرنين الشمس تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا، وذلك أن أرضهم لا جبل فيها ولا شجر، ولا تحتمل بناء، فيسكنوا البيوت...

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

{ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً} أي بَلاغاً لِحاجتِه. وقال غيره: ما ذَكَرْنا مِن السّبب الذي به مَلَكَ طريقَ المَغرِب والمَشرِق، وبه بَلَغَ ما بَلَغَ، والله أعلم...

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

{ثم أتبع سبباً} المعنى: ثم سلك ذو القرنين الطرق المؤدية إلى مقصده، فيجيء سبب الوصول، وكان ذو القرنين، على ما وقع في كتب التواريخ يدوس الأرض بالجيوش الثقال، والسيرة الحميدة، والإعداد الموفي، والحزم المستيقظ المتقد، والتأييد المتواصل، وتقوى الله عز وجل، فما لقي أمة ولا مر بمدينة إلا دانت له، ودخلت في طاعته، وكل من عارضه أو توقف عن أمره جعله عظة وآية لغيره، وله في هذا المعنى أخبار كثيرة وغرائب. وكرهت التطويل بها لأنها علم تاريخ...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{ثم أتبع} لإرادته بلوغ مشرق الشمس {سبباً} من جهة الجنوب يوصله إلى المشرق واستمر فيه لا يمل ولا تغلبه أمة مر عليها...

زهرة التفاسير - محمد أبو زهرة 1394 هـ :

{ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً}. {ثم} هنا في موضعها، لأنها تدلُّ على التّراخي إذ إنه حَكَم أمداً ليس بقصيرٍ في المغرب، وإنه أدنى منه مُقاماً فإن تثبيت دعائم العَدْلِ في النّفوس يحتاج إلى زمنٍ لِيستقرَّ ويَبقى، ويصبحَ عادةً طيِّبةً في الأقوام، و {أَتْبَعَ}، أي أَرْدَفَ إلى الأسباب التي مَكَّنَه اللهُ تعالى بها سبباً آخَرَ، وهو الذهاب إلى مشرق الأرض، وهكذا أضاف سبحانه إلى تمكينه في الغرب تمكينَه في الشرق، فسار مُتّجِهاً إليه، ولقد كان ما يَستقبِله في المغرب أصعبَ عِلاجاً، وأقوى مِراساً، لأن عمله يتكون من أمور ثلاثة: الأمر الأول: إقامة العدل. والأمر الثاني: دفْع الفساد. والأمر الثالث: حماية البلاد من المُغيرين عليها...

التيسير في أحاديث التفسير للمكي الناصري 1415 هـ :

وقولُه تعالى حِكايةً عن ذي القرنين: {ثم اتَّبَعَ سَبَباً} {حَتّى إذا بَلَغَ مَطْلِعَ الشّمْسِ وَجَدَها تَطْلُعُ على قَوْمٍ لم نَجْعَلْ لَهُمْ مِن دُونِها سِتْراً} يحتمل... أنه عندما تَوَغَّلَ في أقصى الشرقِ اكتَشف قوماً بِدائيِّين لا يزالون عُراةَ الأجسام، بحيث لا يَسْتُرهم من الشمس أيُّ شيءٍ...

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

(ثمّ أَتْبَعَ سَببَاً) أي استَخدم الوسائلَ والإِمكاناتِ التي كانت بِحَوْزَتِه...