قوله : { ثم اتبع سببا حتى إذا بلغ مطلع الشمس } [ 88 ] إلى قوله : { وبينهم ردما{[43508]} } [ 91 ] .
المعنى : ثم اتبع طرقا ومنازل . أي طلب زيادة في العلم يخلق الله [ عز وجل ]{[43509]} وعجائبه [ سبحانه ]{[43510]} وقيل المعنى : اتبع سببا آخر{[43511]} يبلغه إلى قطر من أقطار الأرض{[43512]} { حتى إذا بلغ مطلع/ الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا } [ 86 ] أي : لا جبل في أرضهم ولا شجر يسترهم من الشمس بظله{[43513]} ولا يحمل{[43514]} بلدهم بناء فيسكنون البيوت وإنما يغورون في المياه ويتسربون في الاسراب ، قال : ذلك الحسن ، وقتادة{[43515]} .
وقال : ابن جريج : جاءهم جيش فقال : لهم أهلها : لا تطلع عليكم الشمس وأنتم بها فقالوا ، لا نبرح حتى مطلع الشمس ، ما هذه{[43516]} العظام ؟ قالوا جيف جيش طلعت عليهم الشمس هاهنا فهربوا فذهبوا هاربين في الأرض . قال : ابن جريج : لم يبنوا فيها بناء قط ، وكانوا إذا طلعت الشمس دخلوا اسرابا لهم حتى تزول الشمس ودخلوا البحر وليس في أرضهم جبل{[43517]} .
قال : قتادة : كانوا في مكان لا يستقر فيه البناء ، ويكونوا في أسراب{[43518]} إذا طلعت الشمس حتى إذا زالت خرجوا إلى معائشهم{[43519]} .
وقال : الحسن : كانوا إذا طلعت الشمس عليهم يغورون{[43520]} في المياه ، فإذا غربت الشمس خرجوا كما ترعى{[43521]} البهائم{[43522]} . وقال : قتادة يقال : لهم الزنج{[43523]} .
وقوله " كذلك " الكاف في موضع خفض أي قوم { لم نجعل لهم من دونها سترا } [ 87 ] مثل ذلك القبيل الذي عند مغرب الشمس .
وقيل : هي في موضع نصب نعت لسبب أي ثم اتبع سببا مثل اتباعه الأول : أو نعت لمصدر تطلع{[43524]} أي تطلع طلوعا مثل غروبها وفيه بعد{[43525]} .
ويجوز أن يكون المعنى لم نجعل لهم من دونها سترا كذلك ، أي مثل أولئك الذين وجدهم في غروب{[43526]} الشمس . فقيل له إما أن يعذب وإما أن تتخذ فيهم حسنا فقال : فيهم مثل قوله الأول . فالمعنى وكان شأنه مع هؤلاء كشأنه مع الذين [ وجدهم ]{[43527]} عند غروب{[43528]} الشمس . وحذف الجملة لدلالة كذلك{[43529]} عليها .
وقيل : هي في موضع رفع على معنى : " الأمر كذلك " ، أو على معنى حكمهم مثل حكم أولئك الذين تغرب{[43530]} عليهم الشمس . والوقف على " كذلك " حسن في هذا الوجه{[43531]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.