قال الله تعالى : { لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ } أي : لا تقدر الآلهة على نصر{[24865]} عابديها ، بل هي أضعف من ذلك وأقل وأذل وأحقر وأدخر ، بل لا تقدر على الانتصار لأنفسها ، ولا الانتقام ممن أرادها بسوء ؛ لأنها جماد لا تسمع ولا تعقل .
وقوله : { وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ } : قال مجاهد : يعني : عند الحساب ، يريد أن هذه الأصنام محشورة مجموعة يوم القيامة ، محضرة عند حساب عابديها ؛ ليكون ذلك أبلغ في خِزْيهم ، وأدل عليهم في إقامة الحجة عليهم .
وقال قتادة : { لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ } يعني : الآلهة ، { وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ } ، والمشركون يغضبون للآلهة في الدنيا وهي لا تسوق إليهم خيرًا ، ولا تدفع عنهم سوءا ، إنما هي أصنام .
وهكذا قال الحسن البصري . وهذا القول حسن ، وهو اختيار ابن جرير ، رحمه الله .
وأجري على الأصنام ضمير جمع العقلاء في قوله : { لا يستطيعون } لأنهم سموهم بأسماء العقلاء وزعموا لهم إدراكاً .
وضمير { وهُمْ } يجوز أن يعود إلى { ءَالِهَة } تبعاً لضمير { لا يستطيعون } .
وضمير { لَهُم } للمشركين ، أي والأصنام للمشركين جند محضَرون ، والجند العدد الكثير . والمحضر الذي جيء به ليحضر مشهداً . والمعنى : أنهم لا يستطيعون النصر مع حضورهم في موقف المشركين لمشاهدة تعذيبهم ومع كونهم عدداً كثيراً ولا يقدرون على نصر المتمسكين بهم ، أي هم عاجزون عن ذلك ، وهذا تأييس للمشركين من نفع أصنامهم . ويجوز العكس ، أي والمشركون جند لأصنامهم محضرون لخدمتها . ويجوز أن يكون هذا إخباراً عن حالهم مع أصنامهم في الدنيا وفي الآخرة .
وينبغي أن تكون جملة { وهم لهم جندٌ مُحضرونَ } في موضع الحال ، والواو واو الحال من ضمير { يستطيعون } ، أي ليس عدم استطاعتهم نصرهم لبعد مكانهم وتأخر الصريخ لهم ولكنهم لا يستطيعون وهم حاضرون لهم ، واللام في { لَهُم } للأجَل ، أي أن الله يحضر الأصنام حين حشر عبدتها إلى النار ليُري المشركين خطَل رأيهم وخيبة أملهم ، فهذا وعيد بعذاب لا يجدون منه ملجأ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.