اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{لَا يَسۡتَطِيعُونَ نَصۡرَهُمۡ وَهُمۡ لَهُمۡ جُندٞ مُّحۡضَرُونَ} (75)

والضمير في قوله : { لاَ يَسْتَطِيعُونَ } إما للآلهة وإما لعابديها وكذلك الضمائر بعده{[46620]} . قال ابن عباس : لا تَقْدر{[46621]} الأصنام على نصرهم ومَنْعِهم من العذاب { وَهُمْ لَهُمْ جُندٌ مٌّحْضَرُونَ } أي الكفار جند للأصنام{[46622]} فيغضبون لها ويحضرونها في الدنيا وهي لا تسوق لهم خيراً ولا تستطيع لهم نصراً ، وقيل : هذا في الآخرة يؤتى بكل معبود من دون الله ومعه أتباعه الذين عبدوه كأنهم جند ( ه ){[46623]} يحضرون{[46624]}{[46625]} في النار . وهذا إشارة إلى الحَشْر بعد تقرير التوحيد . وهذا كقوله تعالى : { إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ الله حَصَبُ جَهَنَّمَ } [ الأنبياء : 98 ] وقوله : { احشروا الذين ظَلَمُواْ وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُواْ يَعْبُدُونَ مِن دُونِ الله فاهدوهم إلى صِرَاطِ الجحيم } [ الصافات : 22-23 ] .


[46620]:الرازي 26/106 ومعالم التنزيل 6/16.
[46621]:البحر والدر والكشاف السابقة.
[46622]:في ب يقدر بالتذكير.
[46623]:في ب جند الأصنام.
[46624]:زيادة من أ.
[46625]:في ب محضرون.