وقوله : { وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ } قال قتادة وسفيان الثوري : وإن الله على ذلك لشهيد . ويحتمل أن يعود الضمير على الإنسان ، قاله محمد بن كعب القرظي ، فيكون تقديره : وإن الإنسان على كونه كنودا{[30420]} لشهيد ، أي : بلسان حاله ، أي : ظاهر ذلك عليه في أقواله وأفعاله ، كما قال تعالى : { مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ } [ التوبة : 17 ]
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
إن الله على كنوده رَبّه "لشهيد" : يعني لشاهد . ...
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
قال بعضهم : إن الإنسان على ما فعله في الدنيا لشهيد في الآخرة على ما جمعه ، أي يشهد ذلك ، ويعلمه ، كقوله تعالى : { بل الإنسان على نفسه بصيرة } ( القيامة : 14 ) . وقال بعضهم : { وإنه } أي ذلك الإنسان ببخله وامتناعه عن الإنفاق لشهيد ، أي يتولى حفظ ماله وإحصاءه بنفسه ، لا يثق بغيره . وقال بعضهم : { وإنه } يعني الله تعالى { على ذلك لشهيد } أي عالم ، يحصيه ، ويحفظه كقوله تعالى : { لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها } ( الكهف : 49 ) . ...
الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :
{ وإنه } وإن الإنسان { على ذلك } على كنوده { لَشَهِيدٌ } يشهد على نفسه ، ولا يقدر أن يجحده لظهور أمره . وقيل : وإنّ الله على كنوده لشاهد على سبيل الوعيد . ...
روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي 1270 هـ :
فالشهادة بلسان الحال الذي هو أفصح من لسان المقال وقيل هي بلسان المقال لكن في الآخرة، وقيل شهيد من الشهود لا من الشهادة بمعنى أنه كفور مع علمه بكفرانه وعمل السوء مع العلم به غاية المذمة ...
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :
فهو بصير بنفسه ، وإن استطاع أن يخفي سريرته فلا يستطيع أن يخفيها عن الله وعن ضميره ، اعترف بهذه الحقيقة أم لم يعترف ... واحتمل بعضهم أن يكون المعنى شهادة الإِنسان على عيوبه وذنوبه يوم القيامة كما ورد في مواضع متعددة من القرآن . وهذا التّفسير لا يقوم على دليل ؛ لأنّ مفهوم الآية واسع يشغل شهادة الإنسان على كنوده في هذه الدنيا أيضاً . صحيح أن الإِنسان يعجز أحياناً عن معرفة نفسه ، وبذلك يخدع ضميره ، وتصبح الصفات الذميمة بتسويل الشيطان وتزيينه حسنة ممدوحة لديه . ولكن صفة الكنود وهي الكفران والبخل واضحة إلى درجة لا يستطيع أن يخدع ضميره وأن يغطي عليها . ...
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.