وقوله : فأَرَاهُ الاَيَةَ الكُبْرَى يقول تعالى ذكره : فأرى موسى فرعونَ الاَية الكبرى ، يعني الدلالة الكبرى على أنه لله رسول أرسله إليه ، فكانت تلك الاَية يد موسى إذ أخرجها بيضاء للناظرين ، وعصاه إذا تحوّلت ثعبانا مبينا . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :
حدثني أبو زائدة زكريا بن يحيى بن أبي زائدة ، قال : حدثنا مسلم بن إبراهيم ، عن محمد بن سيف أبي رجاء ، هكذا هو في كتابي ، وأظنه عن نوح بن قيس ، عن محمد بن سيف ، قال : سمعت الحسن يقول في هذه الاَية : فأَرَاهُ الاَيَةَ الكُبْرَى قال : يده وعصاه .
حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحرث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد فأَرَاهُ الاَيَةَ الكُبْرَى قال : عصاه ويده .
حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : فأَرَاهُ الاَيَةَ الكُبْرَى قال : رأى يد موسى وعصاه ، وهما آيتان .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : حدثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة الاَيَةَ الكُبْرَى قال : عصاه ويده .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد ، في قوله : فأَرَاهُ الاَيَةَ الكُبْرَى قال : العصا والحية .
الفاء في قوله : { فأراه الآية الكبرى } فصيحة وتفريع على محذوف يقتضيه قوله { اذهب إلى فرعون } [ النازعات : 17 ] . والتقدير : فذهب فدعاه فكذبه فأراه الآية الكبرى ، وذلك لأن قوله : { إنه طغى } [ النازعات : 17 ] يؤذن بأنه سيلاقي دعوةَ موسى بالاحتقار والإِنكار ، لأن الطغيان مِظنّة ذينك ، فعرض موسى عليه إظهار آية تدل على صدق دعوته لعله يوقن كما قال تعالى : { قال أو لو جئتك بشيء مبين قال فأت به إن كنت من الصادقين فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين } [ الشعراء : 30 32 ] ، فتلك هي الآية الكبرى المرادة هنا .
والآية : حقيقتها العلامة والأمارة ، وتطلق على الحجة المثبتة لأنها علامة على ثبوت الحق ، وتطلق على معجزة الرسول لأنها دليل على صدق الرسول وهو المراد هنا .
وأعقب فعل { فأراه الآية الكبرى } بفعل { فكذب } للدلالة على شدة عناده ومكابرته
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.