اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{فَأَرَىٰهُ ٱلۡأٓيَةَ ٱلۡكُبۡرَىٰ} (20)

قوله تعالى : { فَأَرَاهُ الآية الكبرى } «الفاء » في «فأراه » : معطوف على محذوف ، يعني فذهب فأراه ، كقوله تعالى : { اضرب بِّعَصَاكَ الحجر فانفجرت } [ البقرة : 60 ] أي : فضرب فانفجرت .

واختلفوا في الآية الكبرى ، أي : العلامة العظمى ، وهي المعجزة .

فقيل : هي العصا .

وقيل : اليدُ البيضاءُ تبْرقُ كالشَّمْسِ ، قاله مقاتل والكلبي{[59285]} .

والأول : قول عطاء وابن عباس ؛ لأنَّه ليس في اليد إلا انقلاب لونها ، وهذا كان حاصلاً في العصا ؛ لأنَّها لمَّا انقلبت حيّة ، فلا بد وأن يتغيَّر اللون الأول ، فإذن كل ما في اليد ، فهو حاصل في العصا ، وأمور أخر ، وهي الحياة في الجرم الجمادي ، وتزايد الأجر إليه ، وحصول القدرةِ الكبيرة والقُوَّة الشديدة ، وابتلاعها أشياء كثيرة ، وزوال الحياة ، والقدرة عليها ، وبقاء تلك الأجزاء التي عظمت ، وزوال ذلك اللون والشكل اللذين صارت العصا بهما حيَّة ، وكلُّ واحدٍ من هذه الوجوه كان معجزاً مستقلاً في نفسه ، فعلمنا أن الآية الكبرى هي العصا .

وقال مجاهد : هي مجموع العصا واليد .

وقيل : فلق البحر ، وقيل : جميع آياته ومعجزاته .


[59285]:ذكره الرازي في "تفسيره" (31/38)، عن مقاتل والكلبي.