السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{فَأَرَىٰهُ ٱلۡأٓيَةَ ٱلۡكُبۡرَىٰ} (20)

والفاء في قوله تعالى : { فأراه } عاطفة على محذوف يعني : فذهب فأراه { الآية الكبرى } كقوله تعالى : { اضرب بعصاك الحجر فانفجرت } [ البقرة : 60 ] أي : فضرب فانفجرت .

واختلفوا في الآية الكبرى أي : العلامة العظمى وهي المعجزة . فقال عطاء وابن عباس رضي الله عنهم : هي العصا . وقال مقاتل والكلبي رضي الله عنهما : هي اليد البيضاء تبرق كالشمس ، والأوّل أولى لأنه ليس في اليد إلا انقلاب لونها ، وهذا حاصل في العصا لأنها لما انقلبت حية لا بدّ وأن يتغير اللون الأوّل ، فإذن كل ما في اليد فهو حاصل في العصا ، وأمور أخر وهي الحياة في الجرم الجمادي وتزايد أجزائه ، وحصول القدرة الكبيرة والقوّة الشديدة وابتلاعها أشياء كثيرة وزوال الحياة والقدرة عنها ، وذهاب تلك الأجزاء التي عظمت ، وزوال ذلك اللون والشكل اللذين صارت العصا بهما حية ، وكل واحد من هذه الوجوه كان معجزاً مستقلاً في نفسه ، فعلمنا أنّ الآية الكبرى هي العصا . وقال مجاهد رضي الله عنه : هي مجموع العصا واليد ، وقيل : فلق البحر ، وقيل : جميع آياته التسع .