المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{رَبَّنَآ ءَاتِهِمۡ ضِعۡفَيۡنِ مِنَ ٱلۡعَذَابِ وَٱلۡعَنۡهُمۡ لَعۡنٗا كَبِيرٗا} (68)

68- ربنا اجعل عذابهم مضاعفا ، واطردهم من رحمتك طرداً كبيراً بمقدار إثمهم وجُرمهم .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{رَبَّنَآ ءَاتِهِمۡ ضِعۡفَيۡنِ مِنَ ٱلۡعَذَابِ وَٱلۡعَنۡهُمۡ لَعۡنٗا كَبِيرٗا} (68)

63

ثم تنطلق من نفوسهم النقمة على سادتهم وكبرائهم ، الذين أضلوهم ، وبالإنابة إلى الله وحده ، حيث لا تنفع الإنابة :

( وقالوا : ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا . ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا ) . . هذه هي الساعة . ففيم السؤال عنها ? إن العمل لها هو المخلص الوحيد من ذا المصير المشؤوم فيها !

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{رَبَّنَآ ءَاتِهِمۡ ضِعۡفَيۡنِ مِنَ ٱلۡعَذَابِ وَٱلۡعَنۡهُمۡ لَعۡنٗا كَبِيرٗا} (68)

{ رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ } أي : بكفرهم وإغوائهم إيانا ، { وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا }{[24056]} . قرأ بعض القراء بالباء الموحدة . وقرأ آخرون بالثاء المثلثة ، وهما قريبا المعنى ، كما في حديث عبد الله بن عمرو : أن أبا بكر قال : يا رسول الله ، علمني دعاء أدعو به في صلاتي . قال : " قل : اللهم ، إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا ، ولا يغفر الذنوب إلا أنت ، فاغفر لي مغفرة من عندك ، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم " . أخرجاه في الصحيحين{[24057]} ، يُروى " كبيرا " و " كثيرا " ، وكلاهما بمعنى صحيح .

واستحب بعضهم أن يجمع الداعي بين اللفظين في دعائه ، وفي ذلك نظر ، بل الأولى أن يقول هذا تارة ، وهذا تارة ، كما أن القارئ مخير بين القراءتين أيتهما قرأ فَحَسَن ، وليس له الجمع بينهما ، والله أعلم .

وقال أبو القاسم الطبراني : حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، حدثنا ضِرَار بن صُرَد ، حدثنا علي بن هاشم ، عن [ محمد بن ]{[24058]} عبيد الله بن أبي رافع ، عن أبيه{[24059]} ، في تسمية مَنْ شهد مع علي ، رضي الله عنه : الحجاج بن عمرو بن غَزيَّة ، وهو الذي كان يقول عند اللقاء : يا معشر الأنصار ، أتريدون أن تقولوا لربنا إذا لقيناه : { رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا } ؟{[24060]} .


[24056]:- في ت: "كثيرا كبيرا أو كلاهما" وفي ف ، أ: "كبيرا".
[24057]:- صحيح البخاري رقم (834) وصحيح مسلم برقم (2705).
[24058]:- زيادة من المعجم الكبير للطبراني.
[24059]:- في ت: "وروى أبو القاسم الطبراني بإسناده عن أبي رافع".
[24060]:- المعجم الكبير (3/223).
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{رَبَّنَآ ءَاتِهِمۡ ضِعۡفَيۡنِ مِنَ ٱلۡعَذَابِ وَٱلۡعَنۡهُمۡ لَعۡنٗا كَبِيرٗا} (68)

القول في تأويل قوله تعالى : { وَقَالُواْ رَبّنَآ إِنّآ أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَآءَنَا فَأَضَلّونَا السّبِيلاْ * رَبّنَآ آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً } .

يقول تعالى ذكره : وقال الكافرون يوم القيامة في جهنم : ربنا إنا أطعنا أئمتنا في الضلالة وكبراءنا في الشرك فَأَضَلّونا السّبِيلَ يقول : فأزالونا عن محجة الحقّ ، وطريق الهدى ، والإيمان بك ، والإقرار بوحدانيتك ، وإخلاص طاعتك في الدنيا رَبّنا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ العَذَابِ يقول : عذّبهم من العذاب مِثْلَى عذابنا الذي تعذّبنا وَالْعَنْهُمْ لَعْنا كَبيرا يقول : واخزهم خزيا كبيرا . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : رَبّنا إنّا أطَعْنا سادَتَنا وكُبَراءنَا أي رؤوسنا في الشرّ والشرك .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : إنّا أطَعْنا سادَتَنا وكُبَرَاءَنا قال : هم رؤوس الأمم الذين أضلوهم ، قال : سادتنا وكبراءنا واحد .

وقرأت عامة قرّاء الأمصار : سادَتَنا . ورُوي عن الحسن البصري : «سادَاتِنا » على الجماع ، والتوحيد في ذلك هي القراءة عندنا ، لإجماع الحجة من القرّاء عليه .

واختلفوا في قراءة قوله : لَعْنا كَبِيرا فقرأت ذلك عامة قرّاء الأمصار بالثاء : «كَثِيرا » من الكثرة ، سوى عاصم ، فإنه قرأه لَعْنا كَبِيرا من الكبر . والقراءة في ذلك عندنا بالثاء لإجماع الحجة من القراء عليها .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{رَبَّنَآ ءَاتِهِمۡ ضِعۡفَيۡنِ مِنَ ٱلۡعَذَابِ وَٱلۡعَنۡهُمۡ لَعۡنٗا كَبِيرٗا} (68)

ثم دعوا بأن يضاعف العذاب للكبراء المضلين أي عن أنفسهم وعمن أضلوا ، وقرأ عاصم وابن عامر وحذيفة بن اليمان والأعرج بخلاف عنه «لعناً كبيراً بالباء من الكبر ، وقرأ الجمهور والباقون » لعناً كثيراً «بالثاء ذات الثلاث والكثرة أشبه بمعنى اللعنة من الكبر أي العنهم مرات كثيرة .