تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
ثم نعتهما فقال: {مدهامتان} سوداوان من الري والخضرة...
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
"مُدْهامّتانِ" يقول تعالى ذكره. مسودّتان من شدة خضرتهما.
زاد المسير في علم التفسير لابن الجوزي 597 هـ :
وكل نبت أخضر فتمام خضرته وريّه أن يضرب إلى السواد.
{مدهامتان} أي مخضرتان في غاية الخضرة، وإدهام الشيء أي اسواد لكن لا يستعمل في بعض الأشياء والأرض إذا اخضرت غاية الخضرة تضرب إلى أسود، ويحتمل أن يقال: الأرض الخالية عن الزرع يقال لها: بياض أرض وإذا كانت معمورة يقال لها: سواد أرض كما يقال: سواد البلد، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "عليكم بالسواد الأعظم ومن كثر سواد قوم فهو منهم " والتحقيق فيه أن ابتداء الألوان هو البياض وانتهاءها هو السواد، فإن الأبيض يقبل كل لون والأسود لا يقبل شيئا من الألوان، ولهذا يطلق الكافر على الأسود ولا يطلق على لون آخر، ولما كانت الخالية عن الزرع متصفة بالبياض واللاخالية بالسواد فهذا يدل على أنهما تحت الأوليين مكانا، فهم إذا نظروا إلى ما فوقهم، يرون الأفنان تظلهم، وإذا نظروا إلى ما تحتهم يرون الأرض مخضرة،
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي 685 هـ :
"مدهامتان" خضراوان تضربان إلى السواد من شدة الخضرة وفيه إشعار بأن الغالب على هاتين الجنتين النبات والرياحين المنبسطة على وجه الأرض وعلى الأوليين الأشجار والفواكه دلالة على ما بينهما من التفاوت.
قوله تعالى : " مدهامتان " أي خضراوان من الري ، قاله ابن عباس وغيره . وقال مجاهد : مسودتان . والدهمة في اللغة السواد ، يقال : فرس أدهم وبعير أدهم وناقة دهماء أي اشتدت زرقته حتى البياض الذي فيه ، فإن زاد على ذلك حتى اشتد السواد فهو جون . وادهم الفرس ادهماما أي صار أدهم . وادهام الشيء ادهيماما أي اسواد ، قال الله تعالى : " مدهامتان " أي سوداوان من شدة الخضرة من الري ، والعرب تقول لكل أخضر أسود . وقال لبيد يرثي قتلى هوازن :
وجاؤوا{[14591]} به في هَوْدَجٍ ووراءه *** كتائبُ خُضْرٍ في نسيج السَّنَوَّرِ
السنور لبوس من قِدٍّ كالدرع . وسميت قرى العراق سوادا لكثرة خضرتها . ويقال لليل المظلم : أخضر ويقال : أباد الله خضراءهم أي سوادهم .