المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{وَلَوۡلَا فَضۡلُ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ وَرَحۡمَتُهُۥ وَأَنَّ ٱللَّهَ رَءُوفٞ رَّحِيمٞ} (20)

20- ولولا فضل الله عليكم ورحمته بكم ، وأنه شديد الرأفة واسع الرحمة ، لَما بيّن لكم الأحكام ، ولعجَّل عقوبتكم في الدنيا بالمعصية .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَلَوۡلَا فَضۡلُ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ وَرَحۡمَتُهُۥ وَأَنَّ ٱللَّهَ رَءُوفٞ رَّحِيمٞ} (20)

ومرة أخرى يذكر المؤمنين بفضل الله عليهم ورحمته :

( ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله رؤوف رحيم ) . .

إن الحدث لعظيم ، وإن الخطأ لجسيم ، وإن الشر الكامن فيه لخليق أن يصيب الجماعة المسلمة كلها بالسوء . ولكن فضل الله ورحمته ، ورأفته ورعايته . . ذلك ما وقاهم السوء . . ومن ثم يذكرهم به المرة بعد المرة ؛ وهو يربيهم بهذه التجربة الضخمة التي شملت حياة المسلمين .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَلَوۡلَا فَضۡلُ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ وَرَحۡمَتُهُۥ وَأَنَّ ٱللَّهَ رَءُوفٞ رَّحِيمٞ} (20)

القول في تأويل قوله تعالى : { وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنّ اللّهَ رَءُوفٌ رّحِيمٌ } .

يقول تعالى ذكره : ولولا أن تفضّل الله عليكم أيها الناس ورحمكم ، وأن الله ذو رأفة ، ذو رحمة بخلقه ، لهلكتم فيما أفضتم فيه وعاجلتْكم من الله العقوبة . وترك ذكر الجواب لمعرفة السامع بالمراد من الكلام بعده ، وهو قوله : يا أيّها الّذِينَ آمَنُوا لا تَتّبِعُوا خُطُوَاتِ الشّيْطانِ . . . الآية .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَلَوۡلَا فَضۡلُ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ وَرَحۡمَتُهُۥ وَأَنَّ ٱللَّهَ رَءُوفٞ رَّحِيمٞ} (20)

هذه ثالث مرة كرر فيها { ولولا فضل الله عليكم ورحمته } وحذف في الأول والثالث جواب ( لولا ) لتذهب النفس كل مذهب ممكن في تقديره بحسب المقام .

وقد ذكر في المرة الأولى وصف الله بأنه تواب حكيم للمناسبة المتقدمة ، وذكر هنا بأنه رؤوف رحيم ، لأن هذا التنبيه الذي تضمنه التذييل فيه انتشال للأمة من اضطراب عظيم في أخلاقها وآدابها وانفصام عرى وحدتها فأنقذها من ذلك رأفة ورحمة لآحادها وجماعتها وحفظاً لأواصرها .

وذكر وصف الرأفة والرحمة هنا لأنه قد تقدمه إنقاذه إياهم من سوء محبة أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا تلك المحبة التي انطوت عليها ضمائر المنافقين كان إنقاذ المؤمنين من التخلق بها رأفة بهم من العذاب ورحمة لهم بثواب المتاب .

وهذه الآية هي منتهى الآيات العشر التي نزلت في أصحاب الإفك على عائشة رضي الله عنها ، نزلت متتابعة على النبي صلى الله عليه وسلم وتلاها حين نزولها وهو في بيته .