إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَلَوۡلَا فَضۡلُ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ وَرَحۡمَتُهُۥ وَأَنَّ ٱللَّهَ رَءُوفٞ رَّحِيمٞ} (20)

{ وَلَوْلاَ فَضْلُ الله عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ } تكريرٌ للمنَّةِ بترك المعاجلةِ بالعقاب للتنبيه على كمال عظمِ الجريرةِ { وَأَنَّ الله رَءوفٌ رَّحِيمٌ } عطفٌ على فضلُ الله . وإظهارُ الاسمِ الجليلِ لتربية المهابةِ والإشعارِ باستتباع صفةِ الأُلوهية للرَّأفة والرَّحمةِ ، وتغييرُ سبكِه وتصديرُه بحرفِ التَّحقيقِ لما أنَّ المرادَ بيانُ اتِّصافِه تعالى في ذاتِه بالرَّأفةِ التي هي كمالُ الرَّحمةِ والرَّحيميةِ التي هي المبالغةُ فيها على الدَّوامِ والاستمرارِ لا بيانُ حدوثِ تعلُّق رأفتِه ورحمتِه بهم كما أنَّه المراد بالمعطوفِ عليه . وجوابُ لولا محذوفٌ لدلالةِ ما قبلَه عليه .