السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَلَوۡلَا فَضۡلُ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ وَرَحۡمَتُهُۥ وَأَنَّ ٱللَّهَ رَءُوفٞ رَّحِيمٞ} (20)

وقوله تعالى : { ولولا فضل الله عليكم ورحمته } أي : بكم تكرير للمنة بترك المعاجلة بالعقاب للدلالة على عظم الجريمة ، ولذا عطف عليه { وأن الله } أي : الذي له القدرة التامة ، فسبقت رحمته غضبه { رؤوف رحيم } على حصول فضله ورحمته ، وجواب لولا محذوف كأنه قال : لعذبكم واستأصلكم لكنه رؤوف رحيم ؛ قال ابن عباس : الخطاب لحسان ومسطح وحمنة قال الرازي : ويجوز أن يكون الخطاب عاماً ، وقيل : الجواب في قوله تعالى : { ما زكى منكم من أحد } ، وقرأ : رؤوف ؛ نافع وابن كثير وابن عامر وحفص بمدّ الهمزة والباقون بقصرها .