فلما تكامل قوم موسى خارجين منه وقوم فرعون داخلين فيه أمره الله تعالى أن يلتطم عليهم فغرقوا عن آخرهم وتركوا ما متعوا به من الحياة الدنيا وأورثه الله بني إسرائيل الذين كانوا مستعبدين لهم ولهذا قال : { كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ * كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا }
والنَعمة بفتح النون : غضارة العيش ولذاذة الحياة ، والنِعمة بكسر النون أعم من هذا ، لأن النعمة بالفتح هي من جملة النعم بالكسر ، وقد تكون الأمراض والآلام والمصائب نعماً ، ولا يقال فيها نَعمة بالفتح . وقرأ أبو رجاء : «ونعمة » بالنصب .
وقرأ جمهور الناس : «فاكهين » بمعنى : ناعمين . والفاكه : الطيب النفس : أو يكون بمعنى أصحاب فاكهة كلابن وتامر . وقرأ أبو رجاء والحسن بخلاف عنه ، وابن القعقاع : «فكهين » ، ومعناه قريب من الأول ، لأن الفكه يستعمل كثيراً في المستخف المستهزئ ، فكأنه هنا يقول : كانوا في هذه النعمة مستخفين بشكرها والمعرفة بقدرها .
النَّعمة بفتح النون : اسم للتنعم مصُوغ على وزنة المرة . وليس المراد به المرة بل مطلق المصدر باعتبار أن مجموع أحوال النعيم صار كالشي الواحد وهو أبلغ وأجمع في تصوير معنى المصدر ، وهذا هو المناسب لِفِعْللِ { تركوا } لأن المتروك هو أشخاص الأمور التي ينعم بها وليس المتروك وهو المعنى المصدري .
و { فاكهين } متصفين بالفُكاهة بضم الفاء وهي اللعب والمزح ، أي كانوا مغمورين في النعمة لاعبين في تلك النعمة . وقرأ الجمهور { فاكهين } بصيغة اسم الفاعل . وقرأه حفص وأبو جعفر { فَكِهين } بدون ألف على أنه صفة مشبهة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.