اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَنَعۡمَةٖ كَانُواْ فِيهَا فَٰكِهِينَ} (27)

والنَّعْمَة بالفتح نَضَارة العَيْشِ ولَذَاذَتُهُ . ( قال الزمخشري{[50338]} : النعمة بالفتح من التَّنعُّم ، والنِّعمة بالكسر الإنعام{[50339]} . وقيل : النَّعمة بالفتح هي المال والزينة كهذه الآية ، ومثله : { وَذَرْنِي والمكذبين أُوْلِي النعمة } [ المزمل : 11 ] . وقوله { وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِّنَّا مِن بَعْدِ ضَرَّآءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هذا لِي } [ فصلت : 50 ] أي مالاً بعد فَقْرٍ ) . والجمهور على جرها . ونصبها{[50340]} أبو رجاء عطفاً على «كَمْ » أي تركوا كثيراً من كذا ، وتركوا نَعْمَةً .

قوله : «فَاكِهِينَ » العامة على الألف أي طيّبي الأنفُسِ ، أو أصحاب فاكهة كَلاَبنٍ وتَامِرٍ وقيل : فاكهين : لاهِينَ . وقرأ الحسن وأبو رجاء : فَكِهينَ{[50341]} ، أي مستخفين مستهزئين بنعمة الله .

قال الجوهري : يقال : فَكِهَ الرَّجُلُ بالكسر فَهُوَ فَكِهٌ ، إذا كان مزاحا . والفكه أيضا الأشر البطر{[50342]} .


[50338]:ما بين القوسين سقط من ب.
[50339]:الكشاف 3/503.
[50340]:البحر المحيط 8/36 وهي شاذة.
[50341]:الكشاف 3/503 والإتحاف 377.
[50342]:الصحاح 6/2243 فكه.