النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَنَعۡمَةٖ كَانُواْ فِيهَا فَٰكِهِينَ} (27)

قوله عز وجل : { وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ } في النعمة هنا أربعة أوجه :

أحدها : نيل مصر ، قاله ابن عمر .

الثاني : الفيّوم ، قاله ابن لهيعة .

الثالث : أرض مصر لكثرة خيرها ، قاله ابن زياد .

الرابع : ما كانوا فيه من السعة والدعة .

وقد يقال نعمة ونِعمة بفتح النون وكسرها ، وفي الفرق بينهما وجهان :

أحدهما : أنها بكسر النون في الملك ، وبفتحها في البدن والدين{[2565]} ؛ قاله النضر بن شميل .

الثاني : أنها بالكسر من المنة وهو الإفضال والعطية ، وبالفتح من التنعم وهو سعة العيش والراحة ، قاله ابن زياد .

وفي { فاكهين } ثلاثة أوجه :

أحدها : فرحين ، قاله السدي .

الثاني : ناعمين ، قاله قتادة .

الثالث : أن الفاكه{[2566]} هو المتمتع بأنواع اللذة كما يتمتع الآكل بأنواع الفاكهة ، قاله ابن عيسى .

وقرأ يزيد بن القعقاع { فَكِهِينَ }{[2567]} ومعناه معجبين .


[2565]:والدين ساقطة من ع.
[2566]:في ك الفاكهة.
[2567]:ونقل القرطبي أنها قراءة أبي رجاء والحسن وأبي الأشهب والأعرج وأبى جعفر وشيبة انظر ج 16 ص 139 ويذكر أن معناها أشرين بطرين. وأبو جعفر هو يزيد بن القعقاع.