المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا ٱلۡوَعۡدُ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (29)

29- ويقول الكافرون - استبعاداً لليوم الموعود للجزاء - : متى هذا الوعد فندخل النار وتدخلون الجنة إن كنتم صادقين في وعدكم به ؟ !

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا ٱلۡوَعۡدُ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (29)

فمما اقترحوه ، استعجالهم العذاب ، الذي أنذرهم به فقال : { وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } وهذا ظلم منهم . فأي ملازمة بين صدقه ، وبين الإخبار بوقت وقوعه ؟ وهل هذا إلا رد للحق ، وسفه في العقل ؟ أليس النذير [ في أمر ] في أحوال الدنيا ، لو جاء قوما ، يعلمون صدقه ونصحه ، ولهم عدو ينتهز الفرصة منهم ويُعِدُّ لهم فقال لهم : تركت عدوكم قد سار ، يريد اجتياحكم واستئصالكم . فلو قال بعضهم : إن كنت صادقا ، فأخبرنا بأية ساعة يصل إلينا ، وأين مكانه الآن ؟ فهل يعد هذا القائل عاقلا ، أم يحكم بسفهه وجنونه ؟

هذا ، والمخبر يمكن صدقه وكذبه ، والعدو قد يبدو له غيرهم ، وقد تنحل عزيمته ، وهم قد يكون بهم منعة يدافعون بها عن أنفسهم ، فكيف بمن كذب أصدق الخلق ، المعصوم في خبره ، الذي لا ينطق عن الهوى ، بالعذاب اليقين ، الذي لا مدفع له ، ولا ناصر منه ؟ ! أليس رد خبره بحجة عدم بيانه وقت وقوعه من أسفه السفه ؟ "

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا ٱلۡوَعۡدُ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (29)

28

ويقولون : متى هذا الوعد إن كنتم صادقين ? ) . .

وهذا السؤال يوحي بجهلهم لوظيفة الرسول ؛ وعدم إدراكهم لحدود الرسالة . والقرآن حريص على تجريد عقيدة التوحيد . فما محمد إلا رسول محدد الوظيفة . وهو قائم في حدود وظيفته لا يتخطاها . والله هو صاحب الأمر . هو الذي أرسله ، وهو الذي حدد له عمله ؛ وليس من عمله أن يتولى - ولا حتى أن يعلم - تحقيق الوعد والوعيد . . ذلك موكول إلى ربه ، وهو يعرف حدوده . فلا يسأل مجرد سؤال عن شيء لم يطلعه عليه ربه ، ولم يكل إليه أمره . وربه يكلفه أن يرد عليهم رداً معيناً فيقوم به :

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا ٱلۡوَعۡدُ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (29)

ثم قال تعالى مخبرا عن الكفار في استبعادهم قيام الساعة : { وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } ، كما قال تعالى : { يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ } الآية [ الشورى : 18 ] .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا ٱلۡوَعۡدُ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (29)

كان من أعظم ما أنكروه مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم القيامةُ والبعثُ ولذلك عقب إبطال قولهم في إنكار الرسالة بإبطال قولهم في إنكار البعث ، والجملة معطوفة على خبر { لكِنَّ } [ سبأ : 28 ] . والتقدير : ولكن أكثر الناس لا يعلمون حق البشارة والنذارة ويتهكمون فيسألون عن وقت هذا الوعد الذي هو مظهر البشارة والنذارة . ويجوز أن تكون الجملة مستأنفة والواو للاستئناف .

وضمير { يقولون } عائد إلى المحاجّين من المشركين الذين صدرت عنهم هذه المقالة . وصيغة المضارع في { يقولون } تفيد التعجيب من مقالتهم كقوله تعالى : { يجادلنا في قوم لوط } [ هود : 74 ] مع إفادتها تكرر ذلك القول منهم وتجدّده .