وخامس هذه الأجوبة : بينه - سبحانه - فى قوله - حكاية عنهم - : { فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ } .
أى : فدعوناكم للغواية والضلالة دعوة غير ملجئة ، فاستجبتم لنا باختياركم الغى على الرشد { إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ } مثلكم ، فلا تلومونا ولومووا أنفسكم فنحن ما أجبرناكم على اتباعنا ولكن أنتم الذين اتبعتمونا باختياركم .
وهكذا رد الرؤساء على الضعفاء فيما اتهموهم به من أنهم السبب فيما حل بهم من عذاب أليم يوم القيامة .
{ فحق علينا قول ربنا إنا لذائقون * فأغويناكم إنا كنا غاوين } ثم بينوا أن ضلال الفريقين ووقوعهم في العذاب كان أمرا مقضيا لا محيص لهم عنه ، وإن غاية ما فعلوا بهم أنهم دعوهم إلى الغي لأنهم كانوا على الغي فأحبوا أن يكونوا مثلهم ، وفيه إيماء بأن غوايتهم في الحقيقة ليست من قبلهم إذ لو كان كل غواية لإغواء غاو فمن أغواهم .
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
{فأغويناكم} أضللناكم عن الهدى.
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
وقوله:"فأغْوَيْناكُمْ إنّا كُنّا غاوِينَ" يقول: فأضللناكم عن سبيل الله والإيمان به إنا كنا ضالين وهذا أيضا خبر من الله عن قيل الجنّ والإنس...
التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :
يعترفون على أنفسهم بأنهم كانوا غاوين، أي دعوناكم إلى الغي.
وقيل: معناه خيبناكم طرق الرشاد فغوينا نحن أيضا وخيبنا، فالإغواء: الدعاء إلى الغي، والغي نقيض الرشد، وأصله الخيبة.
الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :
{فأغويناكم} فدعوناكم إلى الغي دعوة محصلة للبغية، لقبولكم لها واستحبابكم الغيّ على الرشد {إِنَّا كُنَّا غاوين} فأردنا إغواءكم لتكونوا أمثالنا.
إنما أقدمنا على إغوائكم لأنا كنا موصوفين في أنفسنا بالغواية.
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
أوقعناكم في الغي بسبب حقوق ذلك القول علينا، ثم عللوا ذلك بقولهم مؤكدين أيضاً لرد ما ادعاه الأتباع من أنه ما كان سبب إغوائهم إلا الرؤساء: {إنا} أي جميعاً.
فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني 1250 هـ :
أقرّوا هاهنا بأنهم تسببوا لإغوائهم، لكن لا بطريق القهر والغلبة.
روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي 1270 هـ :
قال الراغب: هو إعلام منهم أنا قد فعلنا بهم غاية ما كان في وسع الإنسان أن يفعل بصديقه ما يريد بنفسه، أي أفدناهم ما كان لنا، وجعلناهم أسوة أنفسنا وعلى هذا فأغويناكم إنا كنا غاوين.
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :
{فأغْوَيْناكُمْ}:ما أكرهناكم على الشرك ولكنّا وجدناكم متمسكين به وراغبين فيه فأغويناكم، أي فأيدناكم في غوايتكم لأنّا كنّا غاوين، فسوّلنا لكم ما اخترناه لأنفسنا وزيادة.
{كنّا} للدلالة على تمكين الغواية من نفوسهم.
وقولهم: {فَأَغْوَيْنَاكُمْ} أي: دَلَلْناهم على طريق الغواية والضلال، والغاوي هو الذي ضلَّ طريق الخير والحق {إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ} والمعنى: إنْ كُنَّا نحن ضالين غاوين، فلماذا نترككم للهداية وللإيمان، لا بُدَّ أنْ تشربوا معنا من نفس الكأس، وهذا منطق أستاذهم إبليس، فلما عصى وطُرِد من رحمة الله أقسم أنْ يُضِلَّ معه ذرية آدم، ليكونوا مثله في الضلال.
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.