اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{فَأَغۡوَيۡنَٰكُمۡ إِنَّا كُنَّا غَٰوِينَ} (32)

قوله : { فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ } أي إنما أقدمنا{[46918]} إغوائكم لأنا كنا موصوفين في أنفسنا بالغِوَايَةِ . وفيه دقيقة أخرى كأنهم قالوا : إن اعتقدتم أن غوايتكم{[46919]} بسبب إغوائنا فغوايتنا إن كانت بسبب إغواء غاوٍ آخر لزم التسلسل . وذلك محال فعلمنا أن حصول الغواية والرشاد ليس من قِبَلِنَا بل من قِبَل غيرنا . وذلك الغير هو الذي ذكره فيما قبل وهو قوله : { فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَآ }{[46920]}


[46918]:في ب: قدمنا.
[46919]:في ب: إغوائكم وما هنا موافق للرازي.
[46920]:الرازي 26/135.