فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَأَغۡوَيۡنَٰكُمۡ إِنَّا كُنَّا غَٰوِينَ} (32)

الخامس : { فَأَغْوَيْنَاكُمْ } أي أضللناكم عن الهدى ودعوناكم إلى ما كنا فيه من الغي وزينا لكم ما كنتم عليه من الكفر ، فاستجبتم لنا باختياركم ، واستحبابكم الغي على الرشد .

{ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ } فلا عتب علينا في تعرضنا لإغوائكم بتلك الدعوة لأنا أردنا أن تكونوا أمثالنا في الغواية ، ومعنى الآية : أقدمنا على إغوائكم لأنا كنا موصوفين في أنفسنا بالغواية ، فأقروا ههنا بأنهم تسببوا لإغوائهم لكن لا بطريق القهر والغلبة ، ونفوا عن أنفسهم فيما سبق أنهم قهروهم وغلبوهم فقالوا : { وما كان لنا عليكم من سلطان }