المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{ثُمَّ إِنَّكُم بَعۡدَ ذَٰلِكَ لَمَيِّتُونَ} (15)

15- ثم إنكم - يا بني آدم - بعد ذلك الذي ذكرناه من أمركم صائرون إلي الموت لا محالة .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{ثُمَّ إِنَّكُم بَعۡدَ ذَٰلِكَ لَمَيِّتُونَ} (15)

{ ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ } الخلق ، ونفخ الروح { لَمَيِّتُونَ } في أحد أطواركم وتنقلاتكم .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{ثُمَّ إِنَّكُم بَعۡدَ ذَٰلِكَ لَمَيِّتُونَ} (15)

ثم بين - سبحانه - حالهم بعد أن يكونوا خلقاً آخر فقال : { ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذلك لَمَيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ القيامة تُبْعَثُونَ } .

أى : ثم إنكم بعد ذلك الذى ذكره - سبحانه - لكم من أطوار خلقكم تصيرون أطفالاً ، فصبياناً فغلماناً ، فشباناً ، فكهولاً ، فشيوخاً . . . ثم مصيركم بعد ذلك كله ، أو خلال ذلك كله ، إلى الموت المحتوم الذى لا مفر لكم منه ، ولا مهرب لكم عنه . ثم إنكم يوم القيامة تبعثون من قبوركم للحساب والجزاء .

وهكذا نجد هذه الآيات الكريمة تذكر الإنسان بأطوار نشأته . وبحلقات حياته : وبنهاية عمره . وبحتمية بعثه .

وفى هذا التذكير ما فيه من الاعتبار للمعتبرين ، ومن الاتعاظ للمتعظين ، ومن البراهين الساطعة على وحدانية الله - تعالى - .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{ثُمَّ إِنَّكُم بَعۡدَ ذَٰلِكَ لَمَيِّتُونَ} (15)

12

ثم يتابع السياق خطاه لاستكمال مراحل الرحلة ، وأطوار النشأة . فالحياة الإنسانية التي نشأت من الأرض لا تنتهي في الأرض ، لأن عنصرا غير أرضي قد امتزج بها ، وتدخل في خط سيرها ؛ ولأن تلك النفخة العلوية قد جعلت لها غاية غير غاية الجسد الحيواني ، ونهاية غير نهاية اللحم والدم القريبة ؛ وجعلت كمالها الحقيقي لا يتم في هذه الأرض ، ولا في هذه الحياة الدنيا ؛ إنما يتم هنالك في مرحلة جديدة وفي الحياة الأخرى :

( ثم إنكم بعد ذلك لميتون . ثم إنكم يوم القيامة تبعثون ) . .

فهو الموت نهاية الحياة الأرضية ، وبرزخ ما بين الدنيا والآخرة . وهو إذن طور من أطوار النشأة الإنسانية وليس نهاية الأطوار .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{ثُمَّ إِنَّكُم بَعۡدَ ذَٰلِكَ لَمَيِّتُونَ} (15)

وقوله : { ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ } يعني : بعد هذه النشأة الأولى من العدم تَصيرون إلى الموت ،

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{ثُمَّ إِنَّكُم بَعۡدَ ذَٰلِكَ لَمَيِّتُونَ} (15)

القول في تأويل قوله تعالى : { ثُمّ إِنّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيّتُونَ * ثُمّ إِنّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ } .

يقول تعالى ذكره : ثم إنكم أيها الناس من بعد إنشائكم خلقا آخل وتصييرناكم إنسانا سويّا ميتون وعائدون ترابا كما كنتم ، ثم إنكم بعد موتكم وعودكم رفاتا باليا مبعوثون من التراب خلقا جديدا كما بدأناكم أوّل مرّة . وإنما قيل : ثُمّ إنّكُمْ بَعْدَ ذلكَ لَمَيّتُونَ لأنه خبر عن حال لهم يحدث لم يكن . وكذلك تقول العرب لمن لم يمت : هو مائت وميت عن قليل ، ولا يقولون لمن قد مات مائت ، وكذلك هو طَمِع فيما عندك إذا وصف بالطمع ، فإذا أخبر عنه أنه سيفعل ولم يفعل قيل هو طامع فيما عندك غدا ، وكذلك ذلك في كلّ ما كان نظيرا لما ذكرناه .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{ثُمَّ إِنَّكُم بَعۡدَ ذَٰلِكَ لَمَيِّتُونَ} (15)

إدماج في أثناء تعداد الدلائل على تفرد الله بالخلق على اختلاف أصناف المخلوقات لقصد إبطال الشرك . و { ثم } للترتيب الرتبي لأن أهميَّة التذكير بالموت في هذا المقام أقوى من أهميَّة ذكر الخَلق لأن الإخبار عن موتهم توطئة للجملة بعده وهي قوله { ثم إنكم يوم القيامة تبعثون } وهو المقصود . فهو كقوله : { الذي خلق الموت والحياة ليبلُوكم أيكم أحسن عملاً } [ الملك : 2 ] . وهذه الجملة لها حكم الجملة الابتدائية وهي معترضة بين التي قبلها وبين جملة : { ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق } [ المؤمنون : 17 ] . ولكون { ثم } لم تفد مهلة في الزمان هنا صرح بالمهلة في قوله بعد ذلك . والإشارة إلى الخلق المبين آنفاً ، أي بعد ذلك التكوين العجيب والنماء المُحكم أنتم صائرون إلى الموت الذي هو تعطيل أثر ذلك الإنشاء ثم مصيرهُ إلى الفساد والاضمحلال . وأكد هذا الخبر ب ( إن ) واللام مع كونهم لا يرتابون فيه لأنهم لما أعرضوا عن التدبر فيما بعد هذه الحياة كانوا بمنزلة من ينكرون أنهم يموتون .