المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحۡضُرُونِ} (98)

98- وأستعيذ بك يا رب ، أن يكونوا معي في أي عمل من الأعمال ، ليكون سليماً خالصاً لوجهك الكريم .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحۡضُرُونِ} (98)

وقوله : وأعُوذُ بِكَ رَبّ أنْ يَحْضُرُونِ يقول : وقل أستجير بك ربّ أن يحضرون في أموري . كالذي :

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : وأعُوذُ بِكَ رَبّ أنْ يَحْضَرُونِ في شيء من أمرى .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحۡضُرُونِ} (98)

يجوز أن تكون جملة { وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين } عطفاً على جملة { قل رب إما تريني ما يوعدون } [ المؤمنون : 93 ] بأن أمره الله بأن يلجأ إليه بطلب الوقاية من المشركين وأذاهم ، فيكون المراد من الشياطين المشركين فإنهم شياطين الإنس كما قال تعالى : { وكذلك جعلنا لكل نبيء عدواً شياطين الإنس والجن } [ الأنعام : 112 ] ويكون هذا في معنى قوله : { قل أعوذ برب الناس } إلى قوله { الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس } [ الناس : 1 6 ] فيكون المراد : أعوذ بك من همزات القوم الظالمين أو من همزات الشياطين منهم .

والهمز حقيقته : الضغط باليد والطعن بالإصبع ونحوه ، ويستعمل مجازاً بمعنى الأذى بالقول أو بالإشارة ، ومنه قوله تعالى : { هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بنميم } [ القلم : 11 ] وقوله : { ويل لكل هُمزة لمزة } [ الهمزة : 1 ] .

ومحمله هنا عندي على المعنى المجازي على كلا الوجهين في المراد من الشياطين . وهمز شياطين الجن ظاهر ، وأما همز شياطين الإنس فقد كان من أذى المشركين النبي صلى الله عليه وسلم لمزه والتغامز عليه والكيد له .

ومعنى التعوذ من همزهم : التعوذ من آثار ذلك . فإن من ذلك أن يغمزوا بعض سفهائهم إغراء لهم بأذاه ، كما وقع في قصة إغرائهم من أتى بسلا جزور فألقاه على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في صلاته حول الكعبة . وهذا الوجه في تفسير الشياطين هو الأليق بالغاية في قوله { حتى إذا جاء أحدهم الموت } [ المؤمنون : 99 ] كما سيأتي .

وأما قوله : { وأعوذ بك رب أن يحضرون } فهو تعوذ من قربهم لأنهم إذا اقتربوا منه لحقه أذاهم .