فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحۡضُرُونِ} (98)

{ يحضرون } يحضرونني ، أو يلتفون حولي .

{ وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ { 97 ) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ { 98 ) }

{ أعوذ } ألجأ وأحتمي وأستجير .

{ همزات } وساوس ، والهمز : النخس والدفع ؛ ومنه مهماز الرائض : حديدة أوعود ينخس به الدابة لتسرع أو تثب .

وصانا ربنا أن نطلب منه الحماية من همز الشيطان ونفخه ونفثه{[2408]} فهمزه الجنون ، ونفخه الكبر ، ونفثه الشعر إلا ما كان منه صدقا ودعوة إلى بر : مما جاء في صحيح مسلم عن جابر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن الشيطان يحضر أحدكم عند كل شيء من شأنه حتى يحضر عند طعامه . . " ؛ مما أورد الألوسي : وتخصيص حال الصلاة وقراءة القرآن . . . وحال حلول الأجل . . لأنها أحرى الأحوال بالاستعاذة منها لا سيما الحال الأخيرة . . وإلى العموم{[2409]} ذهب ابن زيد . . . ويسن التعوذ من همزات الشياطين وحضورهم عند إرادة النوم{[2410]} ؛ والجمع { همزات } للمرات أو لتنوع الوساوس ، أو لتعدد الشياطين . اهـ


[2408]:عن الحسن أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول بعد استفتاح الصلاة: "اللهم إني أعوذ بك من همزات الشياطين همزه ونفخه ونفثه".
[2409]:ومما يشهد للعموم ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو أن أحدكم حين يأتي أهله يقول بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا فإنه إن قضي بينهما ولد لم يضره شيطان أبدا" أو كما قال عليه الصلاة والسلام.
[2410]:وأورد ما أثر: اللهم إني أعوذ بك من النزغ عند النزع؛ أخرجه أحمد وغيره عن عمرو وابن شعيب عن أبيه عن جده قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا كلمات نقولهن عند النوم من الفزع: "بسم الله أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون"