السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحۡضُرُونِ} (98)

{ وأعوذ بك رب } أي : أيها المربى لي { أن يحضرون } في حال من الأحوال خصوصاً حال الصلاة وقراءة القرآن وحلول الأجل ؛ لأنها أحرى الأحوال ، وهم إنما يحضرون بالسوء ، ولو لم تصل إليَّ وساوسهم ، فإن بعدهم بركة ، وعن جبير بن مطعم قال : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي صلاة قال عمر : ولا أدري أي صلاة هي فقال : «الله أكبر كبيراً ثلاثاً ، والحمد لله كثيراً ثلاثاً ، وسبحان الله بكرة وأصيلاً ثلاثاً أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من نفخه ونفثه وهمزه ؛ قال : نفثه الشعر ونفخه الكبر ، وهمزه الموتة » أخرجه أبو داود ؛ لأن الشعر يخرج من القلب فيلفظ به اللسان ، وينفثه كما ينفث الريق والمتكبر ينتفخ ويتعاظم ويجمع نفسه ويحتاج إلى أن ينفخ ، والموتة الجنون والمجنون يصير في الدنيا كالميتة .