المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{قَالُواْ ٱبۡنُواْ لَهُۥ بُنۡيَٰنٗا فَأَلۡقُوهُ فِي ٱلۡجَحِيمِ} (97)

97- قال عُبَّاد الأصنام لبعض - لما قرعتهم الحُجَّة ، ولجأوا إلى القوة ، فعزموا على إحراقه - : ابنوا له بنياناً ، واملأوه ناراً متأججة ، وألقوه في وسطها .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{قَالُواْ ٱبۡنُواْ لَهُۥ بُنۡيَٰنٗا فَأَلۡقُوهُ فِي ٱلۡجَحِيمِ} (97)

ولكن هذا المنطق الرصين من إبراهيم ، لم يجد أذنا واعية من قومه ، بل قابلوا قوله هذا بالتهديد والوعيد الذى حكاه - سبحانه - فى قوله : { قَالُواْ ابنوا لَهُ بُنْيَاناً فَأَلْقُوهُ فِي الجحيم } أى قالوا فيما بينهم : انبوا لإِبراهيم بنيانا ، ثم املأوه بالنار المشتعلة ، ثم ألقوا به فيها فتحرقه وتهلكه .

فالمراد بالجحيم : النار الشديدة التأجج . وكل نا رعضها فوق بعض فهى جحيم ، وهذا اللفظ مأخوذ من الجَحْمة وهى شدة التأجج والاتقاد - يقال : حجم فلان النار - كمنع - إذا أوقدها وأشعلها ، واللام فيه عوض عن المضاف إليه - أى - ألقوه فى جحيم ذلك البنيان الملئ بالنار .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{قَالُواْ ٱبۡنُواْ لَهُۥ بُنۡيَٰنٗا فَأَلۡقُوهُ فِي ٱلۡجَحِيمِ} (97)

69

ومع وضوح هذا المنطق وبساطته ، إلا أن القوم في غفلتهم وفي اندفاعهم لم يستمعوا له - ومتى استمع الباطل إلى صوت الحق البسيط ? - واندفع أصحاب الأمر والنهي فيهم يزاولون طغيانهم في صورته الغليظة :

( قالوا : ابنوا له بنياناً فألقوه في الجحيم ) . .

إنه منطق الحديد والنار الذي لا يعرف الطغاة منطقاً سواه ؛ عندما تعوزهم الحجة وينقصهم الدليل . وحينما تحرجهم كلمة الحق الخالصة ذات السلطان المبين .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{قَالُواْ ٱبۡنُواْ لَهُۥ بُنۡيَٰنٗا فَأَلۡقُوهُ فِي ٱلۡجَحِيمِ} (97)

{ الجحيم } : النار الشديدة الوقود ، وكلّ نار على نار وجمر فوق جمر فهو جحيم .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{قَالُواْ ٱبۡنُواْ لَهُۥ بُنۡيَٰنٗا فَأَلۡقُوهُ فِي ٱلۡجَحِيمِ} (97)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره: قال قوم إبراهيم لما قال لهم إبراهيم:"أتَعْبُدُونَ ما تَنْحِتُونَ وَاللّهُ خَلَقَكُمْ وَما تَعْمَلُونَ" ابنُوا لإبراهيم بنيانا، ذُكر أنهم بنوا له بنيانا يشبه التّنّور، ثم نقَلوا إليه الحطب، وأوقدوا عليه، "فأَلْقُوهُ في الجَحِيمِ "والجحيم عند العرب: جمر النار بعضُه على بعض، والنار على النار.

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

واعلم أن إبراهيم عليه السلام لما أورد عليهم هذه الحجة القوية ولم يقدروا على الجواب عدلوا إلى طريق الإيذاء فقالوا:"ابنوا له بنيانا" واعلم أن كيفية ذلك البناء لا يدل عليها لفظ القرآن...

{فألقوه في الجحيم} وهي النار العظيمة، قال الزجاج: كل نار بعضها فوق بعض فهي جحيم، والألف واللام في الجحيم يدل على النهاية، والمعنى في جحيمه، أي في جحيم ذلك البنيان.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

لما كان السامع يعلم أنهم لا بد وأن يجيبوه بشيء فتشوف إلى ذلك، أجيب بقوله:

{قالوا ابنوا له} أي لأجله.

{بنياناً} أي من الأحطاب حتى تصير كالجبل العظيم، فاحرقوها حتى يشتد لهبها جداً فيصير جحيماً.

{فألقوه في} ذلك {الجحيم} وهي على أشد ما يكون إيقاداً.

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

مع وضوح هذا المنطق وبساطته، إلا أن القوم في غفلتهم وفي اندفاعهم لم يستمعوا له -ومتى استمع الباطل إلى صوت الحق البسيط؟- واندفع أصحاب الأمر والنهي فيهم يزاولون طغيانهم في صورته الغليظة: (قالوا: ابنوا له بنياناً فألقوه في الجحيم).. إنه منطق الحديد والنار الذي لا يعرف الطغاة منطقاً سواه؛ عندما تعوزهم الحجة وينقصهم الدليل، وحينما تحرجهم كلمة الحق الخالصة ذات السلطان المبين.

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

صحيح أنّ كميّة قليلة من الحطب كانت تكفي لحرق إنسان كإبراهيم، لكنّهم فعلوا ذلك ليطفؤوا غيظ قلوبهم من جرّاء تحطيم أصنامهم، وبمعنى آخر الانتقام من إبراهيم بأشدّ ما يمكن، لعلّهم بذلك يعيدون العظمة والأبّهة لأصنامهم، إضافةً إلى أنّ عملهم هذا كان تخويفاً وتحذيراً لمعارضيهم، كي لا تتكرّر مثل هذه الحادثة مرّة أخرى في تاريخ بابل، لذلك فقد أوقدوا ناراً عظيمة.