فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{قَالُواْ ٱبۡنُواْ لَهُۥ بُنۡيَٰنٗا فَأَلۡقُوهُ فِي ٱلۡجَحِيمِ} (97)

وجملة { قَالُواْ ابنوا لَهُ بنيانا فَأَلْقُوهُ في الجحيم } مستأنفة جواب سؤال مقدر كالجملة التي قبلها ، قالوا هذه المقالة لما عجزوا عن جواب ما أورده عليهم من الحجة الواضحة ، فتشاوروا فيما بينهم أن يبنوا له حائطاً من حجارة ، ويملأوه حطباً ويضرموه ، ثم يلقوه فيه ، والجحيم : النار الشديدة الاتقاد : قال الزجاج ، وكل نار بعضها فوق بعض ، فهي : جحيم ، واللام في الجحيم عوض عن المضاف إليه ، أي : في جحيم ذلك البنيان ، ثم لما ألقوه فيها نجاه الله منها ، وجعلها عليه برداً وسلاماً ، وهو معنى قوله : { فَأَرَادُواْ بِهِ كَيْداً فجعلناهم الأسفلين } .

/خ113