الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي  
{قَالُواْ ٱبۡنُواْ لَهُۥ بُنۡيَٰنٗا فَأَلۡقُوهُ فِي ٱلۡجَحِيمِ} (97)

قوله تعالى : " قالوا ابنوا له بنيانا " أي تشاوروا في أمره لما غلبهم بالحجة حسب ما تقدم في " الأنبياء " {[13275]} بيانه ف " قالوا ابنوا له بنيانا " تملؤونه حطبا فتضرمونه ، ثم ألقوه فيه وهو الجحيم . قال ابن عباس : بنوا حائطا من حجارة طوله في السماء ثلاثون ذراعا ، وملأوه نارا وطرحوه فيها . وقال ابن عمرو بن العاص : فلما صار في البنيان قال : حسبي الله ونعم الوكيل . والألف واللام في " الجحيم " تدل على الكناية ، أي في جحيمه ، أي في جحيم ذلك البنيان . وذكر الطبري : أن قائل ذلك اسمه الهيزن{[13276]} رجل من أعراب فارس وهم الترك ، وهو الذي جاء فيه الحديث : ( بينما رجل يمشى في حلة له يتبختر فيها فخسف به فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة ) والله أعلم .


[13275]:راجع ج 11 ص 303 طبعة أولى أو ثانية.
[13276]:تقدّم في ج 11 ص 303 أن اسمه هيزر.