الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قَالُواْ ٱبۡنُواْ لَهُۥ بُنۡيَٰنٗا فَأَلۡقُوهُ فِي ٱلۡجَحِيمِ} (97)

ثم قال تعالى{[57521]} : { قالوا ابنوا له بنيانا فألقوه في الجحيم } .

الجحيم عند العرب جمر النار بعضه على بعض ، والنار على النار . يقال رأيت جحمة النار ، أي تلهبها{[57522]} .

والمعنى : أنه لما أقام عليهم الحجة في عبادتهم ما لا ينفع ولا يضر لم يجدوا لحجته مدفعا ، فتركوا جوابه ، وقالوا{[57523]} : ابنو له بنيانا فألقوه في الجحيم ، فعملوا نارا عظيمة لا يقدر أحد أن يتقرب منها لشدة حرها ، فاحتالوا له{[57524]} في رميه فيها فعملوا المنجنيق{[57525]} ورموه فيها ، فجعلها الله{[57526]} بردا وسلاما على إبراهيم وقد مضى تفسير هذا في " سورة الأنبياء " بأشبع من هذا .


[57521]:ساقط من ب
[57522]:انظر: ذلك في اللسان مادة "جحم" 12/84
[57523]:أ: "وقال"
[57524]:ساقط من ب
[57525]:قال الجوهري في الصحاح مادة "جنق" 4/1455 "المنجنيق: التي ترمي بها الحجارة معربة وأصلها بالفارسية من جي نيك أي: ما أجودني . وهي مؤنثة والجمع منجنيقات:
[57526]:ب: "الله عز وجل"