غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{أَنِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ} (3)

1

ثم حكى أنه امتثل الأمر فأمر قومه بعبادة الله قبل الأطراف ويتناول جميع الواجبات والمندوبات { واتقواه } ويشتمل على الزجر عن جميع المحظورات وبطاعة نفسه تنبيهاً على أن طاعة الله هي طاعة نبيه ، والإلهيات لا تكمل معرفتها إلا بمعرفة النبوات . ثم وعدهم على العبادة والتقوى والطاعة شيئين : أحدهما دفع مضار الآخرة وهو غفران الذنوب ، والثاني وصول منافع الدنيا وهو بتأخير الأجل إلى أقصى الإمكان . وقد مر في سورة إبراهيم استدلال من جوز زيادة " من " في الإثبات بنظير هذه الآية . وما أجيب عنه . والذي نزيده هاهنا ما قيل : إنه لم لا يجوز أن يراد يغفر لكم كل ما كان من ذنوبكم فتكون فائدته عدم المؤاخذة بمجموع الذنوب لا بكل فرد من أفراده لصدق قول القائل لا أطالبك بمجموع ذنوبك لكني أطالبك بهذا الذنب الواحد .

/خ28