سباتا : راحة ، سَبَتَ سَبْتا : نام واستراح وسكن .
4-{ وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتاً } وجعلنا النومَ راحةً لكم من عَناءِ الأعمال التي تزاولونها في النهار ، وانقطاعاً عن السعي . وفيه نعمةٌ كبيرة على الإنسان ، ففيه يتوقف نشاط الجزء المدرِك الواعي من المخّ ، ويحصل هبوط كبير في نشاط كافة أعضاء الجسم وأنسجته مما يترتب عليه انخفاضٌ في توليد طاقة الجسم وحرارته . وهكذا يأخذ الجسم أثناءَ النوم نصيباً من الهدوء والراحة بعد عناء المجهودات العضلية والعصبية ، فتهبط جميع وظائف الجسم الحيويّة ، ما عدا عمليات الهضم وإفراز البول من الكليتين ، والعَرق من الجلد . . . أما التنفس فيبطئ ويصير أكثر عمقا ، كما ينخفض ضغطُ الدم ، وتبطئ سرعة النبض ، ويقل مقدار الدم الذي يدفعه من القلب . وكل هذا يسبّب الراحةَ للإنسان في مدة نومه ، ويحدّد نشاطه حين يفيق .
{ وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتاً } أي كالسبات ففي الكلام تشبيه بليغ كما تقدم والمراد بالسبات الموت وقد ورد في اللغة بهذا المعنى ووجه تشبيه النوم ظاهر وعلى ذلك قوله تعالى : { وَهُوَ الذي يتوفاكم بالليل } [ الأنعام : 60 ] وهو على بناء الأدواء مشتق من السبت بمعنى القطع لما فيه من قطع العمل والحركة ويقال سبت شعره إذا حلقه وأنفه إذا اصطلمه وزعم ابن الأنباري كما في الدور أنه لم يسمع السبت بمعنى القطع وكأنه كان أصم وقيل أصل السبت التمدد كالبسط يقال سبت الشعر إذا حل عقاصه وعليه تفسير السبات بالنوم الطويل الممتد والامتنان به لما فيه من عدم الانزعاج وجوز بعضهم حمله على النوم الخفيف بناء على ما في «القاموس » من إطلاقه عليه على أن المعنى { جَعَلْنَا نَوْمَكُمْ } نوماً خفيفاً غير ممتد فيختل به أمر معاشكم ومعادكم وفي «البحر » سباتاً أي سكوناً ورواحة يقال سبت الرجل إذا استراح وزعم ابن الانباري أيضاً عدم سماع سبت بهذا المعنى ورد عليه المرتضى بأنه أريد الراحة اللازمة للنوم وقطع الإحصاص فإن في ذلك راحة القوى الحيوانية مما عراها في اليقظة من الكلام ومنه سمي اليوم المعروف سبتاً لفراغ وراحة لهم فيه وقيل سمي بذلك لأن الله تعالى ابتدأ بخلق السموات والأرض يوم الأحد فخلقها في ستة أيام كما ذكر عز وجل فقطع عمله سبحانه يوم السبت فسمي بذلك واختار المحققون كون السبات هنا بمعنى الموت لأنه أنسب بالمقام كما لا يخفي .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.