تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{أَلَمۡ نَجۡعَلِ ٱلۡأَرۡضَ كِفَاتًا} (25)

كفاتا : جامعة للأحياء والأموات . كَفَتَ الشيءَ : ضمه وجمعه .

وبعد أن ذكّرهم بالنِعم التي أنعم بها عليهم في الأنفس ذكّرهم بما أنعم عليهم في الآفاق فقال :

{ أَلَمْ نَجْعَلِ الأرض كِفَاتاً } .

ألم نجعل الأرضَ ضامَّةً على ظهرها أحياءً لا يُعدّون .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{أَلَمۡ نَجۡعَلِ ٱلۡأَرۡضَ كِفَاتًا} (25)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

أليس قد جعل لكم الأرض كفاتا لكم، تدفنون فيها أمواتكم وتبثون عليها أحياءكم، وتسكنون عليها، فقد كفت الموتى والأحياء.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره منبها عباده على نعمه عليهم:"أَلمْ نَجْعَلِ "أيها الناس "الأرْضَ" لكم "كِفاتا" يقول: وعاء تقول: هذا كفت هذا وكفيته، إذا كان وعاءه.

وإنما معنى الكلام: ألم نجعل الأرض كِفاتَ أحيائكم وأمواتكم، تَكْفِت أحياءكم في المساكن والمنازل، فتضمهم فيها وتجمعهم، وأمواتَكم في بطونها في القبور، فيُدفَنون فيها.

وجائز أن يكون عُني بقوله: "كِفاتا أحْياء وأمْوَاتا" تكفت أذاهم في حال حياتهم، وجيفهم بعد مماتهم.

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

وقوله:"ألم نجعل الأرض كفاتا"... والكفات: الضمام.

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

الكفات: من كفت الشيء إذا ضمه وجمعه...

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

اعلم أن هذا هو النوع الرابع من تخويف الكفار، وذلك لأنه ذكرهم بالنعم التي له عليهم في الأنفس، وفي هذه الآية ذكرهم بالنعم التي له عليهم في الآفاق.

ثم قال في آخر الآية: {ويل يومئذ للمكذبين} والسبب فيه ما قدمنا أن النعم كلما كانت أكثر كانت الجناية أقبح؛ فكان استحقاق الذم عاجلا والعقاب آجلا أشد، وإنما قدم تلك الآية على هذه الآية، لأن النعم التي في الأنفس كالأصل للنعم التي في الآفاق، فإنه لولا الحياة والسمع والبصر والأعضاء السليمة لما كان الانتفاع بشيء من المخلوق ممكنا.

واعلم أنه تعالى ذكر هاهنا ثلاثة أشياء أولها الأرض، وإنما قدمها لأن أقرب الأشياء إلينا من الأمور الخارجية هو الأرض.

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

«كفات»: على وزن كتاب و (كفت) على وزن كشف هو جمع وضم الشيء للآخر، ويقال أيضاً لسرعة طيران الطيور «كفات» لجمعه لأجنحته حال الطيران السريع حتى يتمكن من شق الهواء والتقدم أسرع.

والمراد هو أنّ الأرض مقر لجميع البشر: إذ تجمع الأحياء على ظهرها وتهيء لهم جميع ما يحتاجونه، وتضم أمواتهم في بطنها، فلو أنّ الأرض لم تكن مهيأة لدفن الأموات لسببت العفونة والأمراض الناتجة منها فاجعة لجميع الأحياء.

نعم، إنّ الأرض هي كالأُم التي تجمع أولادها حولها وتضمهم تحت أجنحتها، وتغذيهم، وتلبسهم، وتسكنهم، وتقضي جميع حوائجهم، وتحفظ أمواتهم في قلبها أيضاً، وتمتصهم وتزيل مساوئ آثارهم.

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{أَلَمۡ نَجۡعَلِ ٱلۡأَرۡضَ كِفَاتًا} (25)

{ ألم نجعل الأرض كفاتا } وعاء وقيل ذات كفات أي ضم وجمع تكفت الخلق أحياء على ظهرها وأمواتا في بطنها

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{أَلَمۡ نَجۡعَلِ ٱلۡأَرۡضَ كِفَاتًا} (25)

فيه مسألتان :

الأولى- قوله تعالى : " ألم نجعل الأرض كفاتا " أي ضامة تضم الأحياء على ظهورها والأموات في بطنها . وهذا يدل على وجوب مواراة الميت ودفنه ، ودفن شعره وسائر ما يزيله عنه . وقوله عليه السلام : [ قصوا أظافركم وادفنوا قلاماتكم ] وقد مضى . يقال : كفت الشيء أكفته : إذا جمعته وضممته ، والكفت : الضم والجمع . وأنشد سيبويه :

كِرامٌ حين تَنْكَفِتُ الأفاعي *** إلى أجحارِهِنَّ من الصَّقِيعِ

وقال أبو عبيد : " كفاتا " أوعية . ويقال للنِّحْيِ : كفت وكفيت ، لأنه يحوي اللبن ويضمه قال :

فأنتَ اليوم فوق الأرض حَيًّا *** وأنت غداً تضُمُّكَ في كِفَاتِ

وخرج الشعبي في جنازة فنظر إلى الجبان فقال : هذه كفات الأموات ، ثم نظر إلى البيوت فقال : هذه كفات الأحياء .

والثانية- روى عن ربيعة في النباش قال تقطع يده فقيل له : لم قلت ذلك ؟ قال . إن الله عز وجل يقول : " ألم نجعل الأرض كفاتا أحياء وأمواتا " فالأرض حرز . وقد مضى هذا في سورة " المائدة " {[15721]} . وكانوا يسمون بقيع الغرقد كفتة ، لأنه مقبرة تضم الموتى ، فالأرض تضم الأحياء إلى منازلهم والأموات في قبورهم . وأيضا استقرار الناس على وجه الأرض ، ثم اضطجاعهم عليها ، انضمام منهم إليها . وقيل : هي كفات للأحياء يعني دفن ما يخرج من الإنسان من الفضلات في الأرض ؛ إذ لا ضم في كون الناس عليها ، والضم يشير إلى الاحتفاف من جميع الوجوه . وقال الأخفش وأبو عبيدة ومجاهد في أحد قوليه : الأحياء والأموات ترجع إلى الأرض ، أي الأرض منقسمة إلى حي وهو الذي ينبت ، وإلى ميت وهو الذي لا ينبت . وقال الفراء : انتصب ، " أحياء وأمواتا " بوقوع الكفات عليه ، أي ألم نجعل الأرض كفات أحياء وأموات . فإذا نونت نصبت ، كقوله تعالى : " أو إطعام في يوم ذي مسغبة . يتيما " [ البلد : 14 ] . وقيل : نصب على الحال من الأرض ، أي منها كذا ومنها كذا . وقال الأخفش : " كفاتا " جمع كافتة والأرض يراد بها الجمع فنعتت بالجمع . وقال الخليل : التكفيت : تقليب الشيء ظهرا لبطن أو بطنا لظهر . ويقال : انكفت القوم إلى منازلهم أي انقلبوا . فمعنى الكفات أنهم يتصرفون على ظهرها وينقلبون إليها ويدفنون فيها .


[15721]:راجع جـ 6 ص 168.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{أَلَمۡ نَجۡعَلِ ٱلۡأَرۡضَ كِفَاتًا} (25)

ولما دل بابتداء الخلق على تمام قدرته ، أتبعه الدلالة بانتهاء{[70891]} أمره وأثنائه وما دبر فيهما من المصالح فقال : { ألم نجعل } أي نصير بما سببنا بما لنا من العظمة { الأرض كفاتاً * } أي وعاء قابلة لجمع{[70892]} ما يوضع فيها وضمه جمعاً فيه-{[70893]} فتك وهدم ، وهو اسم لما يكفت من الحديد مثلاً أي يغلف بالفضة ويضم ويجمع ، كالضمام والجماع لما يضم ويجمع ، أو{[70894]} هو مصدر نعت به أو جمع كافتة ، كصائمة وصيام أو جمع كفت وهو الوعاء ، ولو شئنا لجعلناها ناشرة لكم إذا وضعتم فيها كما تنشر النبات ، وسنجعل ذلك إذا أردنا البعث ،


[70891]:من ظ و م، وفي الأصل: على انتهاء.
[70892]:من م، وفي الأصل و ظ: لجميع.
[70893]:زيد من ظ و م.
[70894]:من ظ و م، وفي الأصل "و".
 
تفسير الجلالين للمحلي والسيوطي - تفسير الجلالين [إخفاء]  
{أَلَمۡ نَجۡعَلِ ٱلۡأَرۡضَ كِفَاتًا} (25)

{ ألم نجعل الأرض كفاتا }

{ ألم نجعل الأرض كفاتاً } مصدر كفت بمعنى ضم ، أي ضامة .