الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{أَلَمۡ نَجۡعَلِ ٱلۡأَرۡضَ كِفَاتًا} (25)

قوله : { كِفَاتاً } : الكِفاتُ : اسمٌ للوِعاءِ الذي يُكْفَتُ فيه أي : يُجْمَعُ ، قاله أبو عبيدة . يقال : كَفَتَه يَكْفِتُه أي : جَمَعَه وضَمَّه . وفي الحديث " اكْفِتُوا صِبْيانَكم " وقال الصمصامة بن الطِّرِمَّاح :

وأنتَ اليوم فوقَ الأرضِ حَيّاً *** وأنتَ غداً تَضُمُّك في كِفاتِ

وقيل : الكِفاتُ اسمٌ لِمَا يَكْفِتُ كالضِّمام والجِماع . يقال : هذا البابُ جِماعُ الأبوابِ . وفي انتصابِه وجهان ، أحدُهما : أنه مفعولٌ ثانٍ ل " نَجْعَلْ " لأنَّها للتصيير . والثاني : أنَّه منصوبٌ على الحالِ من " الأرضَ " ، والمفعولُ الثاني " أحياءً وأمواتاً " بمعنى : ألم نُصَيِّرْها/ أحياءً بالنَّبات وأمواتاً بغير نباتٍ أي : بعضُها كذا ، وبعضُها كذا . وقيل : كِفاتٌ جمعُ كافِتٍ كصِيامٍ وقِيامٍ في جمعِ صائمٍ وقائمٍ . وقيل : بل هو مصدرٌ كالكتابِ والحسابِ .