{ وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ } أي : مراعون لها ، حافظون مجتهدون على أدائها والوفاء بها ، وهذا شامل لجميع الأمانات التي بين العبد وبين ربه ، كالتكاليف السرية ، التي لا يطلع عليها إلا الله ، والأمانات التي بين العبد وبين الخلق ، في الأموال والأسرار ، وكذلك العهد ، شامل للعهد الذي عاهد عليه الله ، والعهد الذي عاهد عليه الخلق ، فإن العهد يسأل عنه العبد ، هل قام به ووفاه ، أم رفضه وخانه فلم يقم به ؟ .
ولما ذكر العادي أتبعه الواقف عند الحدود{[68426]} فقال : { والذين هم } أي ببذل الجهد من توجيه{[68427]} الضمائر { لأماناتهم } أي كل{[68428]} ما ائتمنهم الله عليه من حقه وحق غيره .
ولما كان ذلك قد يكون من غير عهد ، قال مخصصاً : { وعهدهم } أي ما كان من{[68429]} الأمانات بربط بالكلام وتوثيق { راعون * } أي حافظون لها معترفون بها{[68430]} على وجه نافع غير ضار .
قوله : { والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون } وهؤلاء الذين يرعون الأمانات والعهود فهم إذا اؤتمنوا لم يخونوا ، وإذا عاهدوا لم يغدروا ، ولم ينقضوا العهود والمواثيق . ومن يخن أو يغدر فقد تلبّس بشيء من صفات المنافقين . وفي الحديث الصحيح : " آية المنافق ثلاث ، إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا اؤتمن خان " وفي رواية : " إذا حدث كذب ، وإذا عاهد غدر ، وإذا خاصم فجر " .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.