تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَٱلَّذِينَ هُمۡ لِأَمَٰنَٰتِهِمۡ وَعَهۡدِهِمۡ رَٰعُونَ} (32)

الآية 32 وقوله تعالى : { والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون } فالأمانات لها وجهان :

أحدهما : ما ائتمن الله عز وجل عباده على ما له من الحقوق عليهم .

والثاني [ ما ]{[22085]} ائتمن بعضهم على الحقوق والعهود التي تجري بين الخلق من الذمم والنذور وغير ذلك ، فيدخل في كل أمانة بين العبد وبين ربه وبينه {[22086]} وبين الخلق ، وكل عهد أخذ عليهم من نحو قوله تعالى : { أوفوا بالعقود } [ المائدة : 1 ] قيل في التأويل : العهود ثم بين ذلك ، فقال : { لئن أقمتم الصلاة } الآية [ المائدة : 12 ] والعهد الذي أعطينا للعاهدين ؛ فكل ذلك داخل تحت الآية .

وقد يدخل معنى الأمانة في العهد والعهد في الأمانة ، وقد يجوز أن يقع بينهما فرق ، والله اعلم .


[22085]:ساقطة من الأصل وم.
[22086]:في الأصل وم: وبينهم.