لطائف الإشارات للقشيري - القشيري  
{وَٱلَّذِينَ هُمۡ لِأَمَٰنَٰتِهِمۡ وَعَهۡدِهِمۡ رَٰعُونَ} (32)

قوله جلّ ذكره : { وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ } .

يحفظون الأمانات التي عندهم للخَلْق ولا يخونون فيها . وأمانات الحق التي عندهم أعضاؤهم الظاهرة - فلا يُدَنِّسُونها بالخطايا ؛ فالمعرفة التي في قلوبهم أمانة عندهم من الحق ، والأسرارُ التي بينهم وبين الله أماناتٌ عندهم . والفرائضُ واللوازمُ والتوحيدُ . . . كل ذلك أماناتٌ .

ويقال : من الأمانات إقرارُهم وقتَ الذّرِّ . ويقال : من الأمانات عند العبد تلك المحبة التي أودعها اللَّهُ في قلبه .