الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{إِنَّ يَوۡمَ ٱلۡفَصۡلِ مِيقَٰتُهُمۡ أَجۡمَعِينَ} (40)

قوله تعالى : " يوم الفصل " هو يوم القيامة ، وسمي بذلك لأن الله تعالى يفصل فيه بين خلقه دليله قوله " لن تنفعكم أرحامكم ولا أولادكم يوم القيامة يفصل بينكم " {[13748]} [ الممتحنة : 3 ] . ونظيره قوله تعالى : " ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون " {[13749]} [ الروم : 14 ] . ف " يوم الفصل " ميقات الكل ، كما قال تعالى : " إن يوم الفصل كان ميقاتا " {[13750]} [ النبأ : 17 ] أي الوقت المجهول لتمييز المسيء من المحسن ، والفصل بينهما : فريق في الجنة وفريق في السعير . وهذا غاية في التحذير والوعيد . ولا خلاف بين القراء في رفع " ميقاتهم " على أنه خبر " إن " واسمها " يوم الفصل " . وأجاز الكسائي ، والفراء نصب " ميقاتهم " . ب " إن " و " يوم الفصل " ظرف في موضع خبر " إن " ، أي إن ميقاتهم يوم الفصل .


[13748]:آية 3 سورة الممتحنة.
[13749]:آية 14 سورة الروم.
[13750]:آية 17 سورة النبأ.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{إِنَّ يَوۡمَ ٱلۡفَصۡلِ مِيقَٰتُهُمۡ أَجۡمَعِينَ} (40)

قوله : { إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين } { يوم الفصل } هو يوم القيامة وهو اليوم الموعود الذي يوقف فيه الناس على الله كافة ليناقشوا الحساب . وهنالك يفصل الله بين العباد فيميز المؤمن من الجاحد ، والمحسن من المسيء ، ثم يفصل بينهم ليكونوا فريقين ، فريق يساق إلى الجنة ، وفريق يصار به إلى النار . وفي هذا الخطاب من التحذير والوعيد للناس ما لا يخفى .