الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{بَلۡ هُمۡ فِي شَكّٖ يَلۡعَبُونَ} (9)

" بل هم في شك يلعبون " أي ليسوا على يقين فيما يظهرونه من الإيمان والإقرار في قولهم : إن الله خالقهم ، وإنما يقولونه لتقليد آبائهم من غير علم فهم في شك . وإن توهموا أنهم مؤمنون فهم يلعبون في دينهم بما يعن لهم من غير حجة . وقيل : " يلعبون " يضيفون إلى النبي صلى الله عليه وسلم الافتراء استهزاء . ويقال لمن أعرض عن المواعظ : لاعب ، وهو كالصبي الذي يلعب فيفعل ما لا يدري عاقبته .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{بَلۡ هُمۡ فِي شَكّٖ يَلۡعَبُونَ} (9)

ولما كان أكثرهم منكراً لما لزمه القطع به بهذا البرهان الزاهر{[57314]} والسلطان الظاهر{[57315]} القاهر عناداً ولدداً وإن كان باطنه على غير ذلك ، فكان{[57316]} فعله فعل{[57317]} الشاك اللاعب ، كان التقدير لأجل ما يظهر [ من حالهم-{[57318]} ] : لكنكم غير موقنين بعلم من العلوم ، بنى عليه قوله مع الصرف إلى الغيبة إعراضاً عنهم{[57319]} إيذاناً بالغضب ، {[57320]}وأنهم أهل{[57321]} للمعاجلة بالعطب : { بل هم } أي بضمائرهم { في شك } لأنهم لا يجردون أنفسهم من شوائب المكدرات لصفاء العلم ، ثم أعلم نبيه صلى الله عليه وسلم أن الشاغل لهم عن هذا المهم حال الصبيان مع ادعائهم الكمال بأخلاق الأجلاء من{[57322]} الرجال [ فقال-{[57323]} ] : { يلعبون * } أي يفعلون دائماً فعل التارك{[57324]} لما هو فيه من أجد الجد الذي لا مرية فيه إلى اللعب الذي لا فائدة فيه ولا ثمرة [ له-{[57325]} ] بوجه بعد فعل الشاك بالإعراض وعدم الإسراع إلى التصديق والإيفاض{[57326]} .


[57314]:من ظ ومد، وفي الأصل: الظاهر.
[57315]:من ظ ومد، وفي الأصل: الباهر.
[57316]:زيد في الأصل و ظ: أصله، ولم تكن الزيادة في مد فحذفناها
[57317]:في الأصل و ظ بياض ملأناه من مد
[57318]:زيد من مد
[57319]:زيدت الواو في الأصل ولم تكن في ظ ومد فحذفناها
[57320]:من مد، وفي الأصل و ظ: أن هم أهلا.
[57321]:من مد، وفي الأصل و ظ: أن هم أهلا.
[57322]:زيد في الأصل و ظ: أخلاق ولم تكن الزيادة في مد فحذفناها.
[57323]:زيد من مد.
[57324]:من مد، وفي الأصل و ظ: المشارك.
[57325]:زيد من مد.
[57326]:من ظ ومد، وفي الأصل: الا-كذا مع بياض بعده
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{بَلۡ هُمۡ فِي شَكّٖ يَلۡعَبُونَ} (9)

قوله تعالى : { بل هم في شك يلعبون 9 فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين 10 يغشى الناس هذا عذاب أليم 11 ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون 12 أنى لهم الذكرى وقد جآءهم رسول مبين 13 ثم تولوا عنه وقالوا معلّم مجنون 14 إنا كاشفوا العذاب قليلا إنكم عائدون 15 يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون } .

المشركون مرتابون مضطربون في إيمانهم ، فهم ليسوا موقنين ولا جادين فيما يظهرونه من الإيمان إذ قالوا : إن الله خالقهم ، بل إن قولهم هذا يخالطه اللعب والتردد والاستسخار .