الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي  
{يَقُولُ أَءِنَّكَ لَمِنَ ٱلۡمُصَدِّقِينَ} (52)

" يقول أئنك لمن المصدقين " أي بالمبعث والجزاء . وقال سعيد بن جبير : قرينه شريكه . وقد مضى في " الكهف " ذكرهما وقصتهما والاختلاف في اسميهما مستوفى عند قوله تعالى : " واضرب لهم مثلا رجلين " {[13256]} [ الكهف : 32 ] وفيهما أنزل الله جل وعز : " قال قائل منهم إني كان لي قربن " إلى " من المحضرين " وقيل : أراد بالقرين قرينه من الشيطان كان يوسوس إليه بإنكار البعث . وقرئ : " أئنك لمن المصدقين " بتشديد الصاد . رواه علي بن كيسة عن سليم عن حمزة . قال النحاس : ولا يجوز " أئنك لمن المصَدقين " لأنه لا معنى للصدقة ها هنا . وقال القشيري : وفي قراءة عن حمزة " أئنك لمن المصدقين " بتشديد الصاد . واعترض عليه بأن هذا من التصديق لا من التصدق . والاعتراض باطل ؛ لأن القراءة إذا ثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم فلا مجال للطعن فيها . فالمعنى " أئنك لمن المصدقين " بالمال طلبا في ثواب الآخرة .


[13256]:راجع ج 10 ص 399 وما بعدها طبعة أولى أو ثانية.