تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{يَقُولُ أَءِنَّكَ لَمِنَ ٱلۡمُصَدِّقِينَ} (52)

الآيات 50 و51 و52 و53 وقوله تعالى : { فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون } { قال قائل منهم إني كان لي قرين } { يقول أءنك لمن المصدّقين } [ { أءذا متنا وكنا ترابا وعظاما أءنا لمدينون } ]{[17730]} ذكر في بعض القصة أن رجلين شريكين ، كان لهما ثمانية آلاف دينار ، [ وذكر أنهما كانا أخوين ، ورثا ثمانية آلاف{[17731]} دينار ]{[17732]} فاقتسما /452-ب/ وذكر أربعون ألف درهم .

فعمد{[17733]} أحدهما إلى ماله ، فاشترى به قصورا وبستانا وفرشا وجواري ونساء ، فأنفقه في أمر الدنيا ، وعمد الآخر إلى ماله ، فأنفقه في طاعة الله وطلب مرضاته ، وطلب بعمله [ النعمة ]{[17734]} الدائمة في الآخرة ، وهذا مؤمن ، والآخر كافر طاغ .

ثم أصاب الذي [ أنفق ماله ]{[17735]} في طاعة الله وطلب مرضاته حاجة شديدة ، فقال : لو أتيت صاحبي هذا ، [ لعلي أنال منه معروفا ]{[17736]} . فأتاه ، فسأله ، فأبى أن يعطيه شيئا ، وقال له : ما شأنك ؟ وما فعلت بمالك ؟ فأخبره بما فعله به . فقال له : { أءنك لمن المصدّقين } { أءذا متنا وكنا ترابا وعظاما أءنا لمدينون } أي محاسبون .

فرجع ، فقضى لهما أن يوفيا ، فنزلت فيهما { فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون } { قال قائل منهم } وهو المؤمن حين أدخله الله الجنة { كان لي قرين } { يقول أءنك لمن المصدّقين } بالبعث بعد الموت { أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أءنا لمدينون } أي لمحاسبون .


[17730]:في الأصل و م: إلى آخر ما.
[17731]:في م: ألف.
[17732]:من م، ساقطة من الأصل.
[17733]:في الأصل و م: فتعمد.
[17734]:ساقطة من الأصل و م.
[17735]:في الأصل و م: أنفقه.
[17736]:في الأصل و م: لعله أن ينال منه بمعروف.