البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{يَقُولُ أَءِنَّكَ لَمِنَ ٱلۡمُصَدِّقِينَ} (52)

وقرأ الجمهور : { من المصدقين } ، بتخفيف الصاد ، من التصديق ؛ وفرقة : بشدها ، من التصدق .

قال قرة بن ثعلبة النهراني : كانا شريكين بثمانية آلاف درهم ، يعبد الله أحدهما ، ويقصر في التجارة والنظر ؛ والآخر كان مقبلاً على ماله ، فانفصل من شريكه لتقصيره ، فكلما اشترى داراً أو جارية أو بستاناً ونحوه ، عرضه على المؤمن وفخر عليه ، فيتصدق المؤمن بنحو من ذلك ليشتري به في الجنة ، فكان من أمرهما في الآخرة ما قصد الله .

وقال الزمخشري : نزلت في رجل تصدق بماله لوجه الله ، فاحتاج ، فاستجدى بعض إخوانه ، فقال : وأين مالك ؟ فقال : تصدقت به ليعوضني الله في الآخرة خيراً منه ، فقال : { أئنك لمن المصدقين } بيوم الدين ، أو من المتصدقين لطلب الثواب ؟ والله لا أعطيك شيئاً .