لطائف الإشارات للقشيري - القشيري  
{ثُمَّ إِنَّكُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ تُبۡعَثُونَ} (16)

فعند ذلك يتصل الحسابُ والعقابُ ، والسؤالُ والعتابُ ، ويتبين المقبولُ من المردودِ ، والموصولُ من المهجور .

ويومُ القيامة يومٌ خوَّفَ به العالَم حتى لو قيل للقيامة : ممن تخافين ؟ لقالت من القيامة . وفي القيامة ترى الناسَ سُكَارَى حَيَارَى لا يعرفون أحوالَهم ، ولا يتحققون بما تؤول إليه أمورهم ، إلى أن يتبيَّنَ لكلِّ واحدٍ أَمْرُه ؛ خَيْرُه وشَرُّه : فيثقل بالخيرات ميزانُه ، أو يخف عن الطاعاتِ أو يخلو ديوانهُ . وما بين الموت والقيامة : فإِمَّا راحاتٌ مُتَّصِلَة ، أو آلام وآفاتٌ غير منفصلة .