الآيتان 15 و 16 : وقوله تعالى : { ثم إنكم بعد ذلك لميتون }{ ثم إنكم يوم القيامة تبعثون }قد ذكرنا فيما تقدم أن المقصود من خلق هذا العالم لم يكن الإماتة والإفناء ، ولكن ( المقصود ){[13330]} عاقبة ، تتأمل ، وتقصد ، حين{[13331]} قلبهم من حال إلى حال ، ثم لم يتركهم على حالة واحدة .
فلو كان المقصود من خلقهم الفناء والهلاك ، لا غير ، لكان تركهم على حال واحدة ، ولم يقبلهم من حال إلى حال . فدل التحويل والتقليب من حال إلى حال على أن المقصود من الخلق العاقبة على ما ذكرنا ، والله أعلم ، أنه أخبر أن خلقهم ، بلا عاقبة ، يقصد بها ، عبث حين{[13332]} قال : { أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا }( المؤمنون : 115 ) صير خلقهم لا للرجوع إليه عبثا ، وقال في آية أخرى : { ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها }الآية ( النحل : 92 ) صير نقض الغزل بعد إبرامه وقوته سفها منها .
فلا جائز أن يسفه تلك المرأة بنقض غزلها بعد الإحكام والإبرام بلا نفع يكون لها ، ثم هو يفعل ذلك ، إذ خلق الخلق للفناء والهلاك خاصة عبث ولهو . وعلى ذلك بناء البناء في الشاهد لا لعاقبة ومنفعة ، ولكن للهدم والنقض سفه ولعب . لذلك قلنا : إن خلق الخلق لا للموت خاصة ، ولكن لما ذكر من قوله : { ثم إنكم يوم القيامة تبعثون } أي تحيون .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.