في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{ثُمَّ تَوَلَّوۡاْ عَنۡهُ وَقَالُواْ مُعَلَّمٞ مَّجۡنُونٌ} (14)

ومع هذا تولوا عنه ، وما وافقوه بل كذبوه ، وقالوا : معلم مجنون . وهذا كقوله جلت عظمته : ( يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى ) . . الآية . وقوله عز وجل : ( ولو ترى إذ فزعوا ، فلا فوت ، وأخذوا من مكان قريب . وقالوا : آمنا به . وأنى لهم التناوش من مكان بعيد ? )إلى آخر السورة . .

 
روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي [إخفاء]  
{ثُمَّ تَوَلَّوۡاْ عَنۡهُ وَقَالُواْ مُعَلَّمٞ مَّجۡنُونٌ} (14)

{ ثُمَّ تَوَلَّوْاْ عَنْهُ } أي عن ذلك الرسول عليه الصلاة والسلام وهو هو والجملة عطف على قوله تعالى : و { قَدْ جَاءهُمُ } [ الدخان : 13 ] إلى آخره ، وعطفها على قوله سبحانه : { رَبَّنَا } [ الدخان : 12 ] الخ لأنه على معنى قالوا : ربنا الخ ليس بذاك ، وثم للاستبعاد والتراخي الرتبي وإلا فهم قد تولوا ريثما جاءهم وشاهدوا منه ما شاهدوا مما يوجب الإقبال إليه صلى الله عليه وسلم { وَقَالُواْ } مع ذلك في حقه عليه الصلاة والسلام .

{ مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ } أي قالوا تارة : يعلمه عداس غلام رومي لبعض ثقيف وأخرى مجنون أو يقول بعضهم كذا وآخرون كذا ولم يقل ومجنون بالعطف لأن المقصود تعديد فبائحهم وقرأ زر بن حبيش معلم بكسر اللام فمجنون صفة له وكأنهم أرادوا رسول مجنون وحاشاه ثم حاشاه صلى الله عليه وسلم .