في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{سَيَهۡدِيهِمۡ وَيُصۡلِحُ بَالَهُمۡ} (5)

( سيهديهم ويصلح بالهم ) :

فالله ربهم الذي قتلوا في سبيله ، يظل يتعهدهم بالهداية - بعد الاستشهاد - ويتعهدهم بإصلاح البال ، وتصفية الروح من بقية أوشاب الأرض ؛ أو يزيدها صفاء لتتناسق مع صفاء الملأ الأعلى الذي صعدت إليه ، وإشراقه وسناه . فهي حياة مستمرة في طريقها لم تنقطع إلا فيما يرى أهل الأرض المحجوبون . وهي حياة يتعهدها الله ربها في الملأ الأعلى . ويزيدها هدى . ويزيدها صفاء ، ويزيدها إشراقا . وهي حياة نامية في ظلال الله . وأخيرا يحقق لهم ما وعدهم :

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{سَيَهۡدِيهِمۡ وَيُصۡلِحُ بَالَهُمۡ} (5)

وجملة { سيهديهم } وما عطف عليها بيان لجملة { فلن يضل أعمالهم } . وتقدم الكلام آنفاً على معنى إضلال الأعمال وإصلاح البال .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{سَيَهۡدِيهِمۡ وَيُصۡلِحُ بَالَهُمۡ} (5)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره: سيوفق الله تعالى ذكره للعمل بما يرضي ويحبّ، هؤلاء الذين قاتلوا في سبيله، "وَيُصْلِحُ بالَهُمْ": ويصلح أمرهم وحالهم في الدنيا والآخرة.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

{والذين قُتلوا في سبيل الله فلن يُضلّ أعمالهم} {سيهديهم ويُصلح بالهم} هذا يخرّج على وجهين:

أحدهما: يقول: {والذين قُتلوا في سبيل الله} فهُزموا، أو غُلبوا، أو ضُربوا في وقت أو في قتال {فلن يضلّ أعمالهم} التي كانت منهم من الجهاد مع الأعداء وغير ذلك من الأعمال التي كانت لهم {سيهديهم} أو يوفّقهم ثانيا مرة أخرى للقتال والنصر لهم على أعدائهم في الدنيا، ويدخلهم في الآخرة الجنة.

والثاني: أي والذين قاتلوا {في سبيل الله فلن يُضلّ أعمالهم} في الآخرة {سيهديهم} في الآخرة الجنة...

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

"ويصلح بالهم" أي شأنهم أو حالهم، وليس في ذلك تكرار البال، لأن المعنى يختلف، لأن المراد بالأول أنه يصلح حالهم في الدين والدنيا، وبالثاني يصلح حالهم في النعيم، فالأول سبب النعيم، والثاني نفس النعيم...

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

إن قرئ {قتلوا} أو {قاتلوا} فالهداية محمولة على الآجلة والعاجلة، وإن قرئ {قتلوا} فهو الآخرة {سيهديهم} طريق الجنة من غير وقفة من قبورهم إلى موضع حبورهم...

{ويصلح بالهم}. قد تقدم تفسيره في قوله تعالى: {أصلح بالهم} والماضي والمستقبل راجع إلى أن هناك وعدهم ما وعدهم بسبب الإيمان والعمل الصالح، وذلك كان واقعا منهم فأخبر عن الجزاء بصيغة تدل على الوقوع، وهاهنا وعدهم بسبب القتال والقتل، فكان في اللفظ ما يدل على الاستقبال، لأن قوله تعالى: {فإذا لقيتم} يدل على الاستقبال فقال: {ويصلح بالهم}...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{سيهديهم} أي في الدارين بوعد لا خلف فيه بعد المجاهدة إلى كل ما ينفعهم مجدداً ذلك على سبيل الاستمرار {ويصلح بالهم} أي موضع فكرهم فيجعله مهيأ لكل خير بعيداً عن كل شر آمناً من المخاوف مطمئناً بالإيمان بما فيه من السكينة، فإذا قتل أحد في سبيله تولى سبحانه وتعالى ورثته بأحسن من تولي المقتول لو كان حياً.

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

فالله ربهم الذي قتلوا في سبيله، يظل يتعهدهم بالهداية -بعد الاستشهاد- ويتعهدهم بإصلاح البال...

. فهي حياة مستمرة في طريقها لم تنقطع إلا فيما يرى أهل الأرض المحجوبون. وهي حياة يتعهدها الله ربها في الملأ الأعلى. ويزيدها هدى. ويزيدها صفاء...

وأخيرا يحقق لهم ما وعدهم

تفسير من و حي القرآن لحسين فضل الله 1431 هـ :

{وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ}، فيحقق لهم الرضى القلبي والطمأنينة الروحيّة، التي تتحول إلى واقعٍ حيّ يعيشون فيه الراحة والاستقرار والسعادة، ويحقِّقون فيه لأنفسهم من خلال ألطاف الله الكثير من الخير،...

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

وهناك ثلاث مواهب أُخرى أضيفت في الآيات التالية: تقول الآية أوّلاً: (سيهديهم) إلى المقامات السامية، والفوز العظيم، ورضوان الله تعالى. والأُخرى: (يصلح بالهم) فيهبهم هدوء الروح، واطمئنان الخاطر، والنشاط المعنوي والروحي، والانسجام مع صفاء ملائكة الله ومعنوياتهم، حيث يجعلهم جلساءهم وندماءهم في مجالس أنسهم ولذّتهم، ويدعوهم إلى ضيافته في جوار رحمته.