مفاتيح الغيب للرازي - الفخر الرازي  
{سَيَهۡدِيهِمۡ وَيُصۡلِحُ بَالَهُمۡ} (5)

قوله تعالى : { سيهديهم ويصلح بالهم } .

إن قرئ { قتلوا } أو { قاتلوا } فالهداية محمولة على الآجلة والعاجلة ، وإن قرئ { قتلوا } فهو الآخرة { سيهديهم } طريق الجنة من غير وقفة من قبورهم إلى موضع حبورهم .

وقوله : { ويصلح بالهم } .

قد تقدم تفسيره في قوله تعالى : { أصلح بالهم } والماضي والمستقبل راجع إلى أن هناك وعدهم ما وعدهم بسبب الإيمان والعمل الصالح ، وذلك كان واقعا منهم فأخبر عن الجزاء بصيغة تدل على الوقوع ، وهاهنا وعدهم بسبب القتال والقتل ، فكان في اللفظ ما يدل على الاستقبال ، لأن قوله تعالى : { فإذا لقيتم } يدل على الاستقبال فقال : { ويصلح بالهم } .