في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا ٱلۡوَعۡدُ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (29)

28

ويقولون : متى هذا الوعد إن كنتم صادقين ? ) . .

وهذا السؤال يوحي بجهلهم لوظيفة الرسول ؛ وعدم إدراكهم لحدود الرسالة . والقرآن حريص على تجريد عقيدة التوحيد . فما محمد إلا رسول محدد الوظيفة . وهو قائم في حدود وظيفته لا يتخطاها . والله هو صاحب الأمر . هو الذي أرسله ، وهو الذي حدد له عمله ؛ وليس من عمله أن يتولى - ولا حتى أن يعلم - تحقيق الوعد والوعيد . . ذلك موكول إلى ربه ، وهو يعرف حدوده . فلا يسأل مجرد سؤال عن شيء لم يطلعه عليه ربه ، ولم يكل إليه أمره . وربه يكلفه أن يرد عليهم رداً معيناً فيقوم به :

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا ٱلۡوَعۡدُ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (29)

كان من أعظم ما أنكروه مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم القيامةُ والبعثُ ولذلك عقب إبطال قولهم في إنكار الرسالة بإبطال قولهم في إنكار البعث ، والجملة معطوفة على خبر { لكِنَّ } [ سبأ : 28 ] . والتقدير : ولكن أكثر الناس لا يعلمون حق البشارة والنذارة ويتهكمون فيسألون عن وقت هذا الوعد الذي هو مظهر البشارة والنذارة . ويجوز أن تكون الجملة مستأنفة والواو للاستئناف .

وضمير { يقولون } عائد إلى المحاجّين من المشركين الذين صدرت عنهم هذه المقالة . وصيغة المضارع في { يقولون } تفيد التعجيب من مقالتهم كقوله تعالى : { يجادلنا في قوم لوط } [ هود : 74 ] مع إفادتها تكرر ذلك القول منهم وتجدّده .