في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{فَلۡيَنظُرِ ٱلۡإِنسَٰنُ مِمَّ خُلِقَ} (5)

ويخلص من هذه اللمسة التي تصل النفس بالكون ، إلى لمسة أخرى تؤكد حقيقة التقدير والتدبير ، التي أقسم عليها بالسماء والطارق . فهذه نشأة الإنسان الأولى تدل على هذه الحقيقة ؛ وتوحي بأن الإنسان ليس متروكا سدى ، ولا مهملا ضياعا :

( فلينظر الإنسان مم خلق . خلق من ماء دافق ، يخرج من بين الصلب والترائب ) . .

فلينظر الإنسان من أي شيء خلق وإلى أي شيء صار . .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{فَلۡيَنظُرِ ٱلۡإِنسَٰنُ مِمَّ خُلِقَ} (5)

{ فلينظر الإنسان مم خلق } حذف ألف مما لأنها استفهامية وجوابها خلق من ماء دافق وسمى المني ماء دافقا من الدفق بمعنى الدفع فقيل : معناه مدفوق وصاحبه هو الدافق في الحقيقة قال سيبويه : هو على النسب أي : ذو دفق ، وقال ابن عطية : يصح أن يكون الماء دافقا لأن بعضه يدفع بعضا ، ومقصود الآية إثبات الحشر ، فأمر الإنسان أن ينظر أصل خلقته ليعلم أن الذي خلقه من ماء دافق قادر على أن يعيده ووجه اتصال هذا الكلام بما قبله أنه لما أخبر أن كل نفس عليها حافظ يحفظ أعمالها أعقبه بالتنبيه على الحشر حيث تجازى كل نفس بأعمالها .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{فَلۡيَنظُرِ ٱلۡإِنسَٰنُ مِمَّ خُلِقَ} (5)

قوله تعالى : { فلينظر الإنسان ممّ خلق 5 خلق من ماء دافق 6 يخرج من بين الصلب والترائب 7 إنه على رجعه لقادر 8 يوم تبلى السرائر 9 فما له من قوة ولا ناصر } .

ينبه الله عباده للتفكر في يوم المعاد ليستيقنوا أن الساعة قائمة وأن بعثهم بعد الممات حق لا ريب فيه . فقال سبحانه : { فلينظر الإنسان ممّ خلق } الفاء ، عقب كل نفس عليها حافظ ، لدلالة على وجوب التفكير في أصل الإنسان وكيفية خلقه ليوقن المتفكر أن الله قادر على إعادته يوم القيامة .